منزلُك - ومنزلَتك

المنزلُ جنَّةُ - الرجل والمرأة - على السواء .  “ يَجِدانِ “ فيه دفء العائلة ، “ ويُجدِّدان “ تحت سقفه حق الشكر . وللمنزل لدى أصحابه - منزلةٌ - تفوق أي تعبير من العظمة والإجلال ؛ لما يترك في نفوسهم من معاني الاعتزاز ، ويحقق في ذواتهم مقاصد الاكتفاء .  في منزلك ينكسر حاجز الكُلْفَة ، وتندثر معالم الرسمية ؛ فلا تتوجس من كلمة  ، ولا يقلقُ فكرك تصرف .  تتفرد برأيك و بإرادتك ، وتوجِّهُ وتواجه المواقف الأسرية المختلفة “  كقائد كنترول “ ، يدير المشهد عن كثب ، وينظم عمليات توزيع المهام والمسؤوليات ، ويضبط مواعيد الاصطفاف والانصراف - بالدقَّة والدقيقة - . قيمة المنزل -  الأسمى - في نفس أهله تتمثَّلُ في كونه “ السكن والسكينة “  والمأوى والأمان .  { والله جعل لكم من بيوتكم سكنا … الآية ٨٠} : (سورة النحل)، والمنزلُ عندما تتاحُ لنا فرصة السفر والفُسحة بعيدا عن عوالمه ومعالمه  - ندرك يقينا  أنه لا ليس أكثر فسحة   لخصوصياتنا من زواياه ، ولا أستر لحوائجنا  من أسواره . وربّ “ منزل “  طار بذكر صاحبه في الآفاق ؛ لما يمثله من معاني البذل  ، ولما يترك في نفوس مرتاديه من قيم المكارم والعطايا ، ولسان حال أصحابه يردد قول العربي الشهم : يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل