سؤال وجواب

س - ما فضل الفاروق عمر - رضي الله عنه -؟ ج - قال الله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾(سورة الفتح: 29) فعمر الفاروق - رضي الله عنه - من خيرة من صحب رسول الله - عليه الصلاة والسلام -، وقد عُرف بشدته على أعداء الله ورحمته بالمؤمنين، فكان مثالًا في القوة في الحق واللين مع الأمة. وفي الصحيحين (البخاري 3242 ومسلم 2395) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((بَيْنَا نَحْنُ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَن هَذَا القَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!)) فهذه بشارة عظيمة للفاروق عمر - رضي الله عنه - بالجنة، إذ إن رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحي وحق بإجماع المسلمين. وقد أجمع المسلمون على أن أفضل هذه الأمة بعد الصديق - رضي الله عنه - هو الفاروق عمر - رضي الله عنه -، وهو الذي تولى الخلافة بعد الصديق بإيعاز منه، وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خلافتهما كما في الصحيحين (البخاري 7019 ومسلم 2393) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا، إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ)). وقد امتدت خلافة الفاروق عمر - رضي الله عنه - أكثر من عشر سنوات، وفي عهده اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، فدخلت بلاد العراق وفارس والشام ومصر تحت راية الإسلام، كما دخل - رضي الله عنه - بيت المقدس فاتحًا له سنة خمس عشرة من الهجرة النبوية. نسأل الله أن يديم الأمن والسلام على بلادنا وبيت المقدس وبلاد المسلمين و العالم أجمعين ، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (سورة البقرة: 208)