في التأني «الملامة».
 
          نتعجبُ كثيرا مما يرتكبهُ المتهورون ، ويقدِمون عليه من سرعة جنونية قاتلة أثناء قيادتهم للمركبات سواء في الأحياء المكتضة أو في الطرق العامة . ويجدون منا ما يجدون من سخط وحنق ؛ بسبب هذا الطيش المقيت . استهجاننا يعتبر ردة فعل - مقابِلة - وطبيعية بل هي الأصل لكل مخالف يخرق النظام ويتجاوز القانون . تعودنا في كل مرة أن نرمي سهام نقدنا باتجاه مرتكبي هذا التصرف ، وفي الوقت نفسه - نغفل ونتغافل - عن فئة هي أشد تهورا ، وأرعن تصرفا . ليس من ناحية الخطر فحسب ، بل من حيث حتى المبدأ . أولئك الذين “يتوانون “ ويتباطؤون أثناء اقتنائهم وقيادتهم لهذه المركبات في الطرقات المفتوحة معرضين أرواحهم وأرواح غيرهم للهلكة ؛ بسبب هذا التبلّد واللا مبالاة . فهل أصبحنا -كمجتمع - شركاء في هذا الخطأ ؟ خاصة حينما ندعم ونستخدم مقولة : ( في التأني السلامة ) ونضعها في غير مكانها اللائق ؛ إذ لا وجود لها في عالم وقانون قيادة المركبات الذي يؤكد بأنه كما “ في العجلة الندامة “ فإن “في التأني الملامة “ ولأجل ذلك عمِلت وزارة الداخلية متمثلة بإدارة المرور على فرض غرامة - مالية - لمرتكبي هذا التصرف . ثم لنسأل أنفسنا بكل صدق وتجرد لماذا نختزل - كمربين ومسؤولين - موضوع التوجيه في كلمة ( لا تسرع - لا تتعجّل ) دون الأمر ( بلا تتأنّى - لا تتباطئ ) بالشكل المخالف عندما نوجه أبناءنا أو - من نحب - أثناء قيادتهم للمركبـات ؟!
