افتحْ يا أحمد.

ملمسُ الصخرةِ ما زالَ في اليدِ، تِلك العتمةُ دَبغتْ الأبصارَ، وجعُ اِنكسارِ الأظافر التي تخطُّ وَهَقها على جُدرانِ مَغارتِنا لَم يكنْ لِيُنسى، فالزّادُ ينفدُ كذلك هو الهواءُ، اِستعنّا بِالأوراقِ ظنّاً مِنّا أنها ستكونُ مُلائمةً وسَتُسرّعُ إحداثَ كُوّة، أقلّه نَرى في ضوئِها وُجوهَنا فَنستمدُّ منها عَزمَ الاستماتةِ في العثورِ على بَصيصٍ نُجدّدُ به أشجارَنا ونَدعُها تُغنّي، فَربّما وَجدْنا في الأغنيةِ ما نُسْندُ به عِظامَنا، ربّما جَمَعْنا منها ما نَسترْضِي به الصخرةَ، أو ما نُوقفُ به خُفوتَ أرواحِنا ويَجعلُها تَؤجُّ، هكذا وقَعْنا بين أصواتِها التي آلفْنا بينها فَانبثقَتْ في حَناجرِنا بَغْتةً مِثل صَهيلٍ: اِفتحْ يا أحمد وإذا بِجلَبةِ اِرتفاعِ الصخرة تَتصادَى في العروقِ؛ وإذا بِنا نضربُ حَجَرَنا بِحجرِ هذا الأحمد ونَقْدحُ حدائقَ وأناشيد وأسماءَ منذ ذلكَ اليومِ.