صفية بن زقر..

الريشة التي رصدت الحياة التقليدية.

تعرفت بالفنانة التشكيلية صفية بنت سعيد بن زقر بتاريخ ٢ أكتوبر ٢٠١٣م عند لقائنا على هامش مؤتمر وزراء الثقافة الخليجيين المنعقد بالمنامة بمملكة البحرين ٢ - ٤ أكتوبر ٢٠١٣م والذي كرم أثناء المؤتمر المبدعين من أبناء دول الخليج بمعدل ثلاثة من كل دولة، ومن بينهم من كرم من أبناء المملكة العربية السعودية: الشاعر والأديب محمد بن عبدالله العلي، والفنانة التشكيلية صفية بنت سعيد بن زقر، ومحمد بن عبد الرزاق القشعمي وقد منح كل من المكرمين شهادة موقعة من أمين عام مجلس التعاون الخليجي الأستاذ عبد اللطيف الزياني والشيخة مي الخليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين، ووسام يحمل أعلام دول المجلس ومبلغ ٥٠٠٠٠ ريال. عُرفت صفية بـ:« ولدت الفنانة صفية بن زقر في مدينة جدة في حارة الشام، إحدى المناطق القديمة من مدينة جدة. انتقلت مع أسرتها لتتلقى تعليمها المدرسي بالقاهرة.  بعد النجاح الكبير لمعرضها الأول في عام ١٩٦٨ والذي عبرت من خلاله عن بعض من المشاهد التراثية في المجتمع تنبهت صفية بن زقر إلى التغير الكبير في صور الحياة اليومية التقليدية مما حفزها إلى أهمية توثيق التراث فقامت بالدراسات والبحوث الميدانية لتكسب هذا العمل المصداقية والأمانة عبر لوحاتها الفنية، حرصت صفية بن زقر على صقل موهبتها فسافرت إلى لندن لمدة عامين (١٩٧٦ - ١٩٧٨) للدراسة ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم والجرافيك في كلية - سانت مارتن للفنون..»  وعن إنجازاتها الفنية ورد: « أول معرض لها في عام ١٩٦٨م أقامته في مدرسة دار التربية الحديثة بجدة، واعتبرت صفية من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة، تم توالت معارضها الفنية في مدينة الرياض، وجدة، والظهران، والجبيل، وينبع، والمدينة المنورة، وأبها.. وإقامة معارضها الدولية في باريس وجنيف ولندن.  أسست (دار صفية بن زقر) وبدأ العمل بها في عام ١٩٩٥ لتكون منبراً ثقافياً يحتوي على مرسمها وقاعة عرض، ومحاضرات فنية وأدبية... وأقيم لها حفل افتتاح في عام ٢٠٠٠ على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة..»  ومن الجوائز حصلت على: كأس ودي اكسيلانس من جرولادورا عام ١٩٨٢ في ايطاليا وشهادات تقدير ودروع من جهات مختلفة .. وجائزة المدينة المنورة عن حفل تكريم الموهوبين ٢٠٠٢  ألفت كتاب (المملكة العربية السعودية .. نظرة فنانة إلى الماضي) باللغتين الإنجليزية والفرنسية. قدمت كتابها الثاني (صفية بن زقر .. رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي) بدعم من اليونسكو، تقيم معارض، وتشارك في تحكيم المسابقات، وشاركت في الأسبوع الثقافي السعودي بالقاهرة ٢٠٠٧… إقامة مسابقات عديدة فنية سنوية للأطفال والنشء باسم دارة صفية بن وقر من عام ٢٠٠١… استضافة الدارة لورشة عمل فنون إسلامية بالتعاون مع كلية عفت للبنات وكلية الأمير تشارلز للفنون التطبيقية بلندن ٢٠٠٦»  - اعتبرها الدكتور محمد الرصيص في (تاريخ الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية) ط١، ٢٠١٠ والذي نشرته وزارة الثقافة والإعلام، اعتبرها من الرواد الأوائل. افتتح حديثه عنها بما كتبته في كتابها (رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي) ط١، ١٩٩٩ قائلة: «الفن والإنسان متلازمان على مر العصور، فالفن هو الأداة التي بها يعبر الإنسان عن مكنونات ذاته كلفة أولى، وللفن مواصفات وخصائص وأسس وقواعد ينفذ ويقاس بها حتى يخرج العمل بكل قيمه الجمالية التي بها يتواصل الفنان مع المتلقي، عن طريق التأثير المباشر على الحواس، وإنماء ملكة الخيال الذاتية، كان هدفي خلال رحلة فنية استغرقت ثلاثين عاماً مع التشكيل، هو تسجيل التراث وإثبات ذاتي من خلاله، حتى ألتحم مع المتلقي ونتعايش من خلال موضوعاتي التي تمثلنا جميعاً في كل زمان ومكان. من هذا المنطلق بدأت رحلتي الفنية في عام ١٣٨٨هـ ١٩٦٨م. ومنذ اللحظة التي قدمت فيها للملتقي مجموعتي الفنية الأولى عن التراث في بلدنا، فلاقت لديه استحساناً كبيراً، سرت مع الريشة، لتحقيق هدفي ومتابعة تسجيل وتوثيق التراث في جميع مناطق المملكة» ص ٢٣٠ . وبعد استعراض لسيرتها العلمية وأعمالها الفنية من معارض وإعداد وإشراف وجوائز قال عنها: «.. وفي وصف عام لأعمال صفية أجد أنها مرت بثلاث مراحل تجمع بين المدرسة الإنطباعية والمدرسة الواقعية الاجتماعية أو التسجيلية، ففي المرحلة الأولى أثناء الدراسة وما بعدها حتى عام ١٤٠٠هـ / ١٩٨٠م، تبدو مؤثرات الإنطباعية سواء كان ذلك مستلهماً من الأسلوب البنائي الهندسي لسيزان، أو في ضربات الفرشاة وكثافة اللون كما عند فان جوخ، أو التكوين بمساحات كـبیرة كما عند جوجان. وفي المرحلة الثانية التي امتدت حتى عام ١٤١٠هـ ١٩٩٠م يظهر أسلوب الفنانة الساعي للتخلص من المؤثرات السابقة والوصول إلى صياغات خاصة بها تتجاوب مع طبيعة المواضيع المحلية المعبر عنها بروح تائقة لتسجيل وحفظ التراث.  وتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة التي تؤكد ما قبلها وتطورها لتستمر مع الفنانة بأسلوب واقعي تسجيلي للحياة التقليدية بالمملكة، مستندة في ذلك على المعايشة، والنقل من الصور الضوئية، والمقابلات الشخصية، والمراجع التراثية والتاريخية المختلفة.» ص٢٣١ . - وترجم لها في (موسوعة الشخصيات السعودية) لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، ط٢، ج١، ٢٠١٣. «ولدت بمدينة جدة، تلقت تعليمها الثانوي بالقاهرة، وفي انجلترا، درست لغات وسكرتارية بمدرسة خاصة بلندن، ثم الفن التشكيلي ۱۹۷٦ - ۱۹۷۸م، تلقت دروساً في الفن التشكيلي بأحد المعاهد الفنية بباريس ساعدها ذلك كثيراً في تنمية مواهبها حيث درست التصوير والجرافيك بمدرسة سانت مارتن وحصلت على شهادة الدبلوم ١٩٨٢م.  في الستينات الميلادية تعلقت بالرسم التشكيلي ولم تبلغ بعد العاشرة من عمرها، أقامت معرضها الأول في جدة ١٩٦٨م، ثم قدمت عديدًا من الأعمال الفنية من خلال معارضها الشخصية في مدن أخرى مثل الرياض، الظهران، الجبيل، ينبع ، لندن، باريس، جنيف، المدينة المنورة» ص ٤١٦. - قال عنها علي فقندش في كتابه (نساء من المملكة العربية السعودية) ج٢، ط١، ٢٠٠٨م «… أعمال صفية بن زقر الفنية ثراء إنساني ملأ حياتنا زهواً وفخراً ونحن نشارك بفنوننا في المحافل الدولية .. لنبدأ إذاً في فتح تاريخ هذه الفنانة العظيمة بشخصها وفنها… اشتركت في العديد من المعارض الجماعية في أمريكا وانجلترا واليابان والسويد، وأسبانيا ولبنان، عبرت في لوحاتها الفنية عن الإنسان والبيئة والوطن فخرجت لوحاتها كوثائق تاريخية لعادات قديمة كادت أن تندثر... عضو متحف فنون المرأة في واشنطن، عضو الأكاديمية الملكية بلندن، عضو الجمعية السعودية للفنون والثقافة، عضو مؤسس في بيت التشكيليين بجدة... إن هدف الفنانة صفية بن زقر هو الحفاظ على التراث السعودي من خلال أعمالها التي قدمتها على مدى ثلاثين عاماً وذلك من أجل الأجيال القادمة … أسهمت ببعض الكتابات الفنية بجريدة البلاد. ألقت عديدًا من المحاضرات في مدينة جدة والرياض، ألقت محاضرة في نادي سيدات القاهرة، تقوم بتحكيم عديد من معارض الأطفال الفنية… تدعم اليونسكو والجمعيات الخيرية بتنفيذ بعض أعمالها على بطاقات ثم بيعها لصالح الأعمال الخيرية، بعض أعمالها الفنية مقتناة في المملكة وأمريكا وانجلترا، واليابان، والسويد، وأسبانيا، ولبنان؛ قالت في كتابها (رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي): «أثناء وجودي بالقاهرة تعرفت إلى زميلة من بنات بلادي تدرس في كلية الفنون الجميلة هي الفنانة منيرة أحمد موصلي، ونشأت بيننا صداقة عميقة، وفي جدة قررنا معاً إقامة معرض مشترك، وبدأنا في إنجاز بعض الأعمال التي تحمل الطابع المحلي لتضاف إلى الأعمال التي أنجزناها مسبقاً خلال فترة الدراسة.. استعنا بمدرسة دار التربية الحديثة للبنات من أجل إقامة المعرض في عام ١٩٦٨م… وبعد افتتاح المعرض الأول مع الفنانة منيرة موصلي في محرم ١٣٨٨هـ أبريل ١٩٦٨م تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك». وقال فقندش: « يعد أول معرض مشترك مع زميلتها منيرة موصلي. كتب أستاذنا الأديب الكبير محمد حسن عواد في جريدة عكاظ: « ..افتتحت فتاتان من فتياتنا الفنانات في جدة معرضاً فنياً عرضتا فيه أعمالاً من إنتاجهما في الرسم... واذن فقد حقق هذا المعرض أغراض الفن متكاملة، عن قصد أو عن غير قصد كما أدركها فلاسفة الفن القدامى من الإغريق العباقرة… أما الفنانتان منيرة موصلي وصفية بن زقر فقد دللتا على صدق الوثبة الفكرية الحضارية التي تضطلع بها المرأة في هذا العهد؛ وعلى هذا فإن الجنس قد فرض وجوده وأثبت فعلاً أنه يملك من القوة الروحية والتفوق الآدمي قدراً كبيراً ينفي عنه تهمة التراخي والضعف أمام التطور الصاعد..»  وكتب الأديب عزيز ضياء في جريدة البلاد: … إن صفية كانت موفقة في كل المواضيع التي اختارتها من البيئة بحيث أصبحت جديرة بأن تتفرغ لدراسة التاريخ والفلوكور .. وفي ذلك ارتباط بالتراث لا نستغني عنه فيما نحن مقبلون عليه من تطور وانطلاق...  وكتب الشاعر عمر عبد ربه في عكاظ قصيدة أشاد بها بالمعرض. وكذا كتب الأستاذ عبد الله عمر خياط في جريدة عكاظ تحت عنوان (صفية بن زقر ورحلة الفن)... كان البعض يستعجب من جرأة الفنانتين على إقامة معرض تشكيلي، وفي ذات الوقت كانت الأكثرية من الحاضرين مبهورة بما قدمته الفنانة صفية وزميلتها منيرة من لوحات تمثل فيها ابداع الفنانتين بشكل ملفت للنظر... ص١٣٨ .