50 خبيرا يتحدثون عن رحلة الحج عبر العصور..

انطلاق ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين في جدة.

طلال لبان ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض الحج في جدة، انطلقت أعمال ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين الذي تنظمه دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع جهات المؤتمر وذلك تحت شعار “التاريخ – الثقافة – العمارة.. نحو توثيق معرفي ورقمي مستدام”. ويشارك في الملتقى أكثر من خمسين متحدثًا وخبيرًا يقدمون أكثر من عشر جلسات حوارية متخصصة، تتناول رحلة الحج عبر العصور، وتوثيق الهوية المعمارية والثقافية للحرمين الشريفين، في إطار رؤية تسعى إلى بناء سجل معرفي ورقمي مستدام يبرز البعد الحضاري والتاريخي للحج والحرمين الشريفين استُهلت أعمال الملتقى بحفل افتتاح قدم من خلاله معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي وعضو اللجنة الإشرافية العليا على مشروع تاريخ الحج والحرمين الشريفين كلمة رفع فيها الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على دعمها المتواصل لكل ما يخدم الحرمين الشريفين وتاريخ الإسلام وحضارته. وأكد معاليه أن الملتقى يُزفّ سجلًا تاريخيًا حافلًا يوثق ذاكرة الحج والحرمين الشريفين بوصفهما أيقونة حضارية وإنسانية في الوجدان الإسلامي، مشيرًا إلى أن على المؤرخ أن يُجري أعلى مراتب الاستطلاع والتوثيق، وهو ما تنهض به دارة الملك عبدالعزيز بموضوعية علمية وأمانة معرفية رصينة.وأضاف: “في رحاب التاريخ لا مكان لخبرٍ عابر؛ فالمعرفة ليست مجرد سردٍ للماضي، بل استشرافٌ للمستقبل وإحياءٌ للحقائق المفقودة أو المنسية.” وألقى معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير الحج والعمرة ورئيس برنامج خدمة ضيوف الرحمن، كلمة نوّه فيها إلى أن الملتقى يمثل جسرًا بين التاريخ والمستقبل، مؤكدًا أن المقارنة بين الأمس واليوم تُظهر حجم التطور الهائل في خدمة ضيوف الرحمن، بفضل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة. وأضاف معاليه: “قبل أكثر من مئة عام، كانت رحلة الحج محفوفة بالمشقة والمخاطر، أما اليوم فقد أصبحت تجربة روحانية ميسّرة وآمنة بفضل ما وفرته الدولة من منظومة خدمات متكاملة.” وتابع معاليه: “استطاعت دارة الملك عبدالعزيز أن تقدم صورة شاملة لمسيرة العطاء في خدمة الحاج في قالب حضاري وإنساني يليق بمكانة المملكة وريادتها، ويسهم الملتقى في حفظ ذاكرة الحرمين الشريفين وإبراز جهود الدولة في رعايتهما.” محاور الملتقى ويُسلّط الملتقى الضوء على توثيق الهوية المعمارية والثقافية للحرمين الشريفين، واستعراض رحلة الحج عبر العصور من خلال المدونات والروايات التاريخية، إضافةً إلى توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في العرض والتوثيق لتقديم تجربة معرفية تفاعلية تخاطب جمهور العصر. ويأتي الملتقى ضمن جهود المملكة في صون الإرث الإسلامي والحضاري وتقديمه للعالم برؤية وطنية ومنهج علمي يتسق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويجسّد الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ورعاية الحرمين الشريفين علميًا وثقافيًا وتاريخيًا. “إشادة مجلس الوزراء” وفي سياق متصل، أشاد مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها يوم الثلاثاء 11 نوفمبر بالرياض برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – بتنظيم دارة الملك عبدالعزيز ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين، الذي يُقام لأول مرة لإبراز جهود المملكة وقيادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيّب الله ثراه – في خدمة الحرمين الشريفين. وأكّد المجلس في إشادته على ما يعكسه الملتقى من ريادة علمية ومعرفية في توثيق تاريخ الحرمين الشريفين، ودوره في دعم المبادرات العلمية والمعرفية الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي بالإرث الديني والحضاري، وترسيخ مكانة المملكة عالميًا في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وإبراز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن. جلسات الملتقى وقد شهدت الجلسة الحوارية الأولى، حوارًا ثريًّا حمل عنوان “الحج والمشهد الثقافي في مكة المكرمة والمدينة المنورة”، أدارها معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقًا. أكد خلالها معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، مستشار الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، “أن الحج ليس مجرد شعيرة، بل هو مسيرة تاريخية، وقد لعب الفقهاء عبر العصور دورًا محوريًا في توجيهها وتعزيز مضامينها الشرعية، وقد أسهم التواصل العلمي بين العلماء في توحيد الرؤى وإثراء التجربة الدينية للحجاج.” كما تناول الدكتور عايض الردادي، عضو مجلس الشورى سابقًا، توثيق رحلات الحج وما تحمله من قصصٍ للرحّالة عبر التاريخ، مثريًا الجلسة بإضاءاتٍ حول البعد الثقافي في الكتابات التي تناولت تلك الرحلات.