...واللهُ يَعلَـمُ مانُـكِـنُّ دَفِـيـنــا! 1
فِيمــا اجتـنـابي ما أُصِـبتُ يَـقـينــا وإِلامَ أَرقـبُ لهـفــةً وحَـنينــا.. ..ذَهْـلَى..مُخلَّعـةَ الفـؤادِ..فلاالخُطَى تُهـدَى شمالاً أَو تُـثاب يَمينـا؟! :(ستُطلُّ بِشراً من هنا..لا..من هنا بل من هُنالك صَيِّبـاً يَـروينـا!) فِيمـا التَّمـنِّي و«المنيَّـةُ» قـد طَـوت ..أُمَّـاهُ عَهـدكِ سِـيـرةً وسِـنينـا؟! أَلْـفــاً كَـبرتُ..تَـكَـهَّــلَ الـنَّـايُ الذي ..جـاهَـدتِـنِي أَلَّا يَـشـفَّ حَـزيـنــا! غَابت..بلى ـــ جَمعَ الأَحبَّةِ ـــ غُيِّبت حَـلَّ المُصابُ..أَقامَ..قَـرَّ مَـكينـا! رَحلَتْ بما في الكونِ من أَمنٍ فما.. ..في رَحبـهِ مِن عاصِمٍ يُنجينـا.. ..مِن حُرقةِ الفَقـدِ المُمضِّ..مَريرِ ما.. ..ضَـرَّاهُ مَــوَّارُ الفجيعــةِ فِينــا! ..مِـن غُـربـــةٍ..لله..أَنَّـى بــرؤهـــا.. مَهما احتوانـا مُشفِقـاً آسِـينـا؟! قَـفْــراً غَــدا أُمَّـــاهُ ماوَثّــرتِ من.. ..مَغـنىً لنـا..سَـوَّرتِهِ تَحصينــا نَـلتَــاذُهُ شَــوقَ الـظَّـميِّ لِـمَـنهـــلٍ يَرجُــوهُ ظِــلّاً وارِفــاً ومَعـيـنــا في كُلِّ مَـرمَى نَظـرةٍ هَـشَّـتْ لـنـا.. ذِكـرَى تَـطِـيبُ..حِكايَـةٌ تشجينــا ..عن مقعـدٍ ساكَنتِ..بل ساكَـنْتِـنـا ..مِن أُنسِــهِ أُمَّـــاهُ مايَكـفيـنــا.. ..حُبـّـاً..حُـنُــوّاً..دَعــوةً لَهَّـاجـــةً نَسـتَـرُّهـا من بعـدِ عُسـرٍ لِـينــا! هـا نحنُ رَهْن التّيهِ ياأُمَّــاهُ هـل.. ..مِن مُعجِـزٍ يُـدنيـكِ أَو يُدنِينـا.. ..مِن ضَمَّةِ الحُضنِ الرَّضيِّ..مَثابِنـا وسُـلـوِّنــا عن كلِّ مايُشـقـينــا؟! مِمَّـا وَشَى الحِنَّــاءُ للـرَّيحــانِ مـا.. ..أَزكَى «الـرَّوايـا»غُـرّةً وجَبينـا؟! (2) مِن آسِرِ«الطَّرقِ الجنوبيْ»..عَذبِ ما.. ..غَـنَّى وجنَّحَ غامِراً يُصبينــا؟! مِن «خُـبـزةِ التَّـنُّـورِ» لم تَـكُ مِن يَـدٍ بل مُهجـةٍ من روحها تُغـذينـا؟! مِن جَـمْعِـنـا..حرب الصّـغـارِ نَـفضُّهـا ..حِينـاً..ونُسـلمُ للتَّشاقي حِينــا؟! هـا نحنُ..بل هذِي «أَنا» وأَحَنُّ مَن.. ..آثَــرتِ مِنَّـا إِخــوةً وبَـنِـيـنـــا.. : مَـن لِلصَّفيِّ «محمَّدٍ»..هل خِلتِ مِن ..مُستخلَـفٍ يُغـنيـهِ أَو يُـغْـنينـا؟! عَـلَّمتِـهِ آيَ الـهُــدى مِن قبـلِ أَن.. ..يَخـتطُّ حَـرفــاً أَو يَـفُــوهَ مُبيـنـــا واشـتدَّ عُـوداً نَـبْتَ ماأَصَّلتِ مِن.. ..طَبـعٍ سَمـا نَهـجـاً..تَسـامَى دِينــا هَـل لِي..لـهُ..يا«أُمَّـنـا» مِن مَهربٍ ..عن لوعـةٍ غـلواءَهـا تُـصلِينــا؟! أُخـفِـي ويُـخـفِي جَاهِــدَينِ تَصـبُّراً واللهُ يَـعـلـمُ مانُـكِــنُّ دَفِـيــنــــا!! رَبَّـاهُ «صَبرَ المُخبِتين» أَفِضْ بهِ ..جَـبْراً..أَعِـنَّـا مَقصِـداً وسَفينــا واغفِر إِلهي عَجْـزَ حَـرفي أَن يَفي.. ..بِـــرّاً..يُـداني حَـقَّهـا تَـأْبِـيـنـــا واكتُبْ لها «الفردوسَ» منزلةً و زِد.. ..فَضـلاً..أَثِـبْهـا صُحبةً بِأَبِـينـا (3) واخلفْ لكلِّ مُصابِ فَقــدٍ..مُـوجَــعٍ.. ..بَـردَ اليقيـنِ..إِلهـنـا..آمِينــا!! (1)..في رثاء أمي الحبيبة رحمها الله- ضمن المرفق صور مقعدها الحاني وقِرى يديها أكرمها الله بنعيم الجنة. (2) ..(الرَّوايا) أي «الحَكايا» في لهجتنا الجنوبية بمنطقة عسير. (3) ..توفِّيَ أبي الحبيب في جمادى الأولى 1441هـ/ يناير2020م ؛ ولحقت به أمي الحبيبة في شهر رمضان الماضي 1446هـ/ مارس 2025م. ــ غفر الله لهما وأثابهما المنزلة الرفيعة من الجنة جوار الأنبياء والشهداء والصِّدِّيقين والصالحين وحَـسُـن أولئك رفيقا.