في ضيافة دار كاغد للنشر بالمدينة المنورة ..

الصيخان يرصد مسيرة اليمامة خلال 75 عاماً.

* فوز اليمامة بجائزة الأمير عبدالله الفيصل لخدمة الشعر العربي العام الماضي كان التقدير الأثمن. * مرحلة حمد الجاسر رافقتها صعوبات تجاوزها الشيخ بهمته المتوقدة. * العجيان أحد أساتذة الإعلام بمهنيته العالية ومرحلته كانت تمهيدا لمرحلة الثمانينيات. * د.فهد العرابي الحارثي وفريقه قدموا عملا جريئا لم يعتده الوسط الصحافي * قضايا مستشفيات الطائف وملاريا جازان وبئر الشملي قضايا جسدت مهمة الصحافة. * اتصال حرم الشيخ الجاسر (أم معن) كان تقديرا معنويا كبيرا * اليمامة تميزت بإصدار ملاحق مستقلة عن الأدباء الراحلين كجزء من وفائها للثقافة *نقيم علاقة شراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني وندعمها بالنشر والاعلان * المجلة توزع ورقيا للمشتركين في الرياض وتخطط للعودة لمراكز التوزيع قريباً. * اليمامة ترسل نسختها الإليكترونية بصيغة بي دي اف إلى 300000 مشترك عبر الإيميل ويمكن الاشتراك بها عبر موقع اليمامة. www.alyamamahonline.com ------- قدم المشرف على تحرير مجلة اليمامة الزميل عبدالله الصيخان محاضرة عن مسيرة “اليمامة” منذ تأسيسها قبل 75 عاما ، حتى وقتنا الحالي، وذلك في المدينة المنورة باستضافة من دار كاغد للنشر وذلك ضمن برنامج الشريك الأدبي، وأدار المحاضرة الإعلامي الإستاذ عبدالله السلمي. وقد استهل الصيخان محاضرته بالإشارة الى اهتمام بلادنا بالإعلام وآلياته، لكونه أحد عوامل التنمية. وأشار إلى أنه فور استقرار الملك المؤسس غفر الله له في الحجاز عام 1344هجرية-1924م، بادر بوعيه المعروف بالتوجيه بإصدار جريدة أم القرى لتكون بريد القيادة إلى الشعب تنقل أخبار التنمية وتربط بين أجزاء الوطن، وتجسد بدايات الوحدة التي كانت النواة الأولى لقيام هذا الكيان العزيز وإيمانا من المؤسس رحمه الله بأهمية الإعلام، وبكونه أحد أذرع التنمية وقناة لسماع صوت المواطنين ومطالبهم. وقد أسست أم القرى كجريدة أسبوعية رسمية في مكة المكرمة وإن كانت أخذت طابعا رسميا في بداياتها لنقل أخبار الدولة، فقد تحولت فيما بعد لتكون جريدة تنقل إلى جانب أخبار الدولة حراك المجتمع، وكانت نافذة للأدب والثقافة. وتوالى هذا الاهتمام والرعاية من قادة بلادنا في العهود التالية لعهد المؤسس. وتحدث الصيخان، عن مرحلة تأسيس اليمامة التي دشنها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بكل ما يحمله اسمه من معاني الريادة، والإقدام على مشروع كبير في معناه، عميق في مبناه، فأسس صحيفة اليمامة، وأنشأ إلى جانبها أول مطبعة في الرياض، وأضاف معرفا بالجاسر: الشيخ حمد الجاسر علامة وعالم وباحث وإعلامي مهتم باللغة العربية والتاريخ والجغرافيا وعلم الأنساب عمل في قطاع التعليم والقضاء والصحافة وأنشأ مجلة اليمامة ومجلة العرب كما أنشأ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وأسهم في رفد ثقافة وطنه كعلامة ومؤرخ وجغرافي وخلف العديد من الكتب التي تحمل اسمه والتي تغطي حقول متنوعة من المعرفة في التاريخ والجغرافيا وأدب الرحلات وكتب السيرة. وأشار إلى الصعوبات التي رافقت عهد التأسيس.وقدرة الشيخ الجاسر على تجاوز هذه الصعوبات بإرادة صلبة وهمة متوقدة. وقبل ذلك شعوره بحاجة عاصمة بلادنا إلى مطبوعة إعلامية تنقل صوت المواطن وطموحاته، إلى جانب اهتمامه بالجانب الأدبي. ثم توالى على رئاسة التحرير، عدة قامات صحفية كالأستاذ محمد الشدي وإلى جانبه الأستاذ سعد الحميدين اللذين أعطيا للجانب الثقافي، أهمية كبيرة لتعقبها مرحلة الأستاذ محمد العجيان رحمه الله الذي عده الصيخان أحد أساتذة الإعلام بمهنيته العالية.، وبمنح الحرية للمحرر في إجازة المواد الصحفية وإلغاء التراتبية في العمل الصحفي، وقد أشرف على اليمامة خلال عامي 1979-1978، و أشار الصيخان إلى أنه بدأ العمل في تلك الفترة محررا ثقافيا متعاونا إلى جانب الأستاذ محمد علوان رحمه الله، والأستاذ عبد الكريم العودة ،حيث أشار إلى أن مرحلة العجيان حملت إرهاصا ينبئ بتطور اليمامة، مشيرا إلى ملمحين هامين ميزا عهد العجيان هما سعودة الطاقم التحريري، وتصغير حجم المجلة إلى الحجم الحالي الذي استمر حتى وقتنا الحاضر. ولم تستمر مرحلة العجيان طويلا، إذ انتقل من اليمامة ليصدر مجلة العصر من قبرص وليعين بعده الدكتور فهد العرابي الحارثي مشرفاً على التحرير وهو القادم من فرنسا وقد تشرب آليات الصحافة الفرنسية وهو الناطق بها وكان يكتب من هناك مقالاً أسبوعيا لمجلة اليمامة اثناء وجوده في باريس بعنوان (باريس أيام ) وكان يطرح فيه آخر أخبار الصرعات الفنية والثقافية في عاصمة النور وكانت “باريس أيام” تلقى قبولا من قراء اليمامة وهذا منحه تذكرة دخول الى عالم الصحافة المحلية. وقال أن مجلة اليمامة شهدت تميزا في تلك المرحلة، وقد ساهم في ذلك وجود قدرات صحفية عملت إلى جانبه. كداوود الشريان، وادريس الدريس وعبدالعزيز السويد وعلي العميم وعبدالرحمن المنصور وعبدالرحمن العوشن ومحمد بركات. وكان للمخرج اللبناني المعروف أسعد شحادة والمصور اللبناني صالح الرفاعي، دورهما الفني في منح مواد المجلة تميزا، وفرادة. واعتبر الصيخان أن الحارثي وفريقه أدوا العمل بمهنية عالية وجرأة لم يعتدها الوسط الصحافي في المملكة، وظهرت اليمامة بأناقة يحسد عليها، وبذكاء استطاع أن يستكتب الحارثي أسماء مهمة مثل: الدكتور حمود البدر ود. أنور الجبرتي، د. حمد المرزوقي ود.جاسر الحربش وعبدالله نور وغيرهم واستطاع فريق اليمامة الى جانب ذلك أن يؤسس خطابًا مهنيا وقوده النقد وبوصلته الاصلاح، وبذلك ارتفع توزيع اليمامة الى 60 ألف نسخة وهو رقم لم تصل إليه اليمامة في عهودها السابقة. كل ذلك تم بتوجيه ورعاية سامية من أمير الرياض آنذاك الأمير-الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي كان حريصاً على ان تؤدي الصحافة رسالتها. ومثل الصيخان، لبعض القضايا التي وجدت صدى عند القراء، كقضية مستشفيات الطائف التي أقيل على إثر نشرها وزير الصحة، وقضية بعنوان “إنهم يشربون من المستنقعات ويسعلون دما” والتي أثارت انتشار الملاريا، والبعوض في منطقة جيزان. وقضية رئيس بلدية إحدى مدن القصيم، الذي ضم شارعا يقع بين أرضيين له إلى أملاكه، وقضية بئر الشملي، حيث كان هناك أحد المدعين الذي يعالج الناس بقطع الزجاج. وقال إن هذه القضايا جسدت مهمة الصحافة الحقيقية في كشف المستور. ورفع السقف الرقابي، وشجع غيرها من الصحف على أن تحذو حذوها. وانتقل الصيخان للحديث عن المرحلة الحالية التي أشرف على تحرير اليمامة منذ مطلع يناير 2019 حيث ارتأى تحويلها إلى مجلة ثقافية نظًرًا للحراك الثقافي والفني الذي تعيشه بلادنا ضمن رؤية 2030 وشعوره بأهمية وجود وسيلة اعلامية تعكس هذا الحراك الفني والثقافي لتقدمه الى القراء فحاولت اليمامة ان تؤدي دورها على هذا الصعيد إلى جانب حاجة مجتمعنا السعودي إلى مجلة ثقافية تلبي رغبات القراء والمتابعين. وقد اهتمت اليمامة بالسينما والفن التشكيلي والمسرح والشعر والمقال والحرف اليدوية وثقافة المائدة وكل ما يتصل بالمشهد الثقافي الحالي وكأن اليمامة بذلك تعيد سيرتها الأولى عندما أسسها الشيخ حمد الجاسر بالأدب والثقافة، مؤكدا أنها لا تزال تستمد طاقتها من ديناميكية المؤسس ومن سيرته العطرة التي هي محل التقدير في بلادنا قيادة وشعبا ومؤسسات. كما أشار بكثير من التقدير إلى الدعم الذي تجده اليمامة من إدارة المؤسسة ممثلة بمديرها العام الأستاذ خالد الفهد العريفي الذي وفر أسباب النجاح بدعمه المعنوي والمادي رغم ما تعانيه مؤسساتنا الصحفية من هبوط في الإيرادات. وقال أن اليمامة أصدرت العديد من الملفات التي صدرت مستقلة عن المجلة الأم عن الأدباء الراحلين كلمسة وفاء وتقدير لهم، كما أن اليمامة تقيم شراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني التطوعية وتدعمها بنشر نشاطاتها وإعلانات توعية عنها ومن هذه الجمعيان زهرة لسرطان الثدي والجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ( إشراق ) و الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر . وأضاف كما أن ملحق شرفات الذي يصدر في الأسبوع الأول من مطلع كل شهر بإشراف واعداد الزميل مدير التحرير عبدالعزيز الخزام زاد ألق اليمامة وأسس قناة مع الأدباء والمثقفين الذين يحبذون موعدا ثابتا لتصافح كلماتهم عقل وقلب القارئ وهو يقدم نخبة النخبة من أدبائنا الأعزاء. ونوه إلى أن اليمامة لا تزال تصدر ورقيا بأعداد محدودة ويقوم اسطول مؤسسة اليمامة اكسبريس بتوزيع الاشتراكات في مدينة الرياض فقط وتخطط المؤسسة للعودة لمراكز البيع الكبرى في خطتها التسويقية للعام القادم وإلى جانب النسخة الورقية فإن اليمامة تصدر كل خميس النسخة الالكترونية بـ 90 الى 100 صفحة لاستيعاب المواد التحريرية والمقالات التي لم تستطع النسخة الورقية استيعابها وترسل النسخة الالكترونية إلى أكثر من 300ألف مشترك عبر البريد الاليكتروني ويمكن الاشتراك بها عبر تسجيل بريد المشترك الالكتروني عبر موقع اليمامة أون لاين كما يمكن الحصول على نسخة الكترونية منها عبر الموقع نفسه يوم الخميس أسبوعيا كما يمكن الحصول على نسخة اليكترونية من ملحق شرفات الشهري في الأسبوع الأول من كل شهر. وحول سؤال عن مشاعر التقدير التي تلقاها قال إن نيل اليمامة جائزة الأمير عبدالله الفيصل لخدمة الشعر العربي عام 2024 كان هو الأثمن، أما التقدير الذي استقر في ذاكرته فكان اتصالا هاتفيا من حرم الشيخ حمد الجاسر (أم معن) التي أشادت بمستوى اليمامة الحالي وعودة الحيوية إليها. في نهاية المحاضرة شكر المحاضر للأستاذ عبدالله السحيمي مالك ومدير دار كاغد للنشر التي منحته هذه القرصة للقاء بنخبة المدينة المثقفة وثمن عرض دار كاغد بإعادة طبع دواوين الصيخان الثلاثة، وتمنى للدار النجاح والتوفيق.