المرأة هدفاً استراتيجياً..

سقوط الأقنعة الرقمية.

لم يكن تحديث منصة “إكس” مجرد تحديث تقني عابر، بل كان ضوءًا كاشفًا سلطته التقنية على واقع مرير ظل يعمل لسنوات في الخفاء. لقد كشف هذا التحديث أن ما كنا نحسبه زحامًا رقميًا عاديًا كان في الحقيقة حربًا ضروسًا تُدار من خلف الشاشات، حربًا تهدف إلى اختراق الوعي قبل اختراق الحسابات. مع تفعيل خاصية الكشف الجغرافي في المنصة، سقطت الأقنعة عن آلاف الحسابات التي كانت تنتحل الهوية السعودية. لقد تحولت هذه الخاصية من مجرد أداة تقنية إلى سلاح استراتيجي في معركة الوعي، حيث اتضح أن كثيرًا من الحسابات التي تتدخل في شؤوننا وتتحدث باسمنا ليست سعودية، بل تعمل من خارج الحدود. لقد أصبحت الخريطة الحقيقية لهذه الحرب الرقمية واضحة، حيث تبين أن هذه الحسابات المزيفة تدار من عدة دول مثل تركيا ومصر واليمن وبعض الدول العربية والخليجية الأخرى. هذه الشبكات المنظمة لم تكن مجرد حسابات فردية، بل كانت أدوات في حرب نفسية ممنهجة، تختبئ خلف شاشات زائفة. في قلب هذه العاصفة الرقمية، برزت المرأة السعودية كهدف استراتيجي رئيسي. لماذا المرأة تحديدًا؟ لأنها لم تعد نقطة ضعف، بل أصبحت عنوان الإنجاز والحضور، وصورة السعودية الحقيقية في العمل والتعليم والقيادة. لقد تعلمت المرأة السعودية، وعملت، وتألقت، ونافست، وقادت، ومثلت وطنها بوعي وثقة ورصانة. هم لا يحاربون جسدًا أنثويًا، بل يحاربون عقلًا متقدمًا، وكلمة مسموعة، وشخصية أصبحت أكبر من كل محاولات المسخ والإسقاط. صار صوتها يؤثر، وصورتها الحقيقية تُربك كل محاولات التشويه القديمة. إن حضورها المتصاعد أزعج كثيرين، فأرادوا أن يعرقلوا مسيرتها عبر تشويه سمعتها عبر حسابات مزيفة. لم يكن استهداف المرأة سوى جزء من حرب أوسع على النسيج الاجتماعي السعودي. هذه الحسابات الوهمية لم تكن مجرد حسابات للدعارة أو التحريض، بل كانت مشاريع منظمة تقف خلفها جهات تستهدف المجتمع السعودي بشكل مباشر. لقد عملت هذه الشبكات على تشويه الدين، ضرب الثقة بين المناطق والقبائل، والتأثير على الاقتصاد، وحتى العبث بالقيم الاجتماعية. اعتمدت هذه الأدوات على اللعب في المساحات الرمادية عبر إثارة مواضيع جنسية، وبث الإشاعات، واشعال حرب المناطقية والقبلية ، وكل ذلك تحت أسماء مستعارة ومواقع مخفية. لقد كانت حربًا نفسية تهدف إلى زعزعة الثقة، وإثارة الشكوك، وإعاقة مسيرة النمو. في مواجهة هذه العواصف الرقمية، برز الوعي السعودي كخندق واقٍ وسلاح فعال. لقد أصبح الدفاع عن الوطن لم يعد مقتصرًا على حرس الحدود، بل امتد إلى كل شاشة هاتف، وكل كلمة نكتبها، وكل ادعاء نقرأه. والمجتمع السعودي أثبت أنه الأكثر وعيًا في مواجهة هذه التحديات. فالسعوديون كانوا أول من طالب بتفعيل خاصية كشف الموقع الجغرافي، وكانوا الأكثر حرصًا على معرفة مصدر الخطاب. هذا الوعي الشعبي هو أحد أهم عناصر قوة المملكة اليوم، إلى جانب الرؤية المتوازنة التي تقودها الدولة في إدارة التحولات وحماية الاستقرار. وفي خضم هذه المعركة، تبقى القيادة الحكيمة حصنًا منيعًا في وجه العواصف. لقد أثبتت المملكة - قيادة وشعبًا - أنها أقوى من حملات التشويه، وأوعى من أن تنطلي عليها الأقنعة المزيفة. بينما تنشغل الحملات الوهمية بمحاولة خلق صورة مشوهة، تنشغل المملكة ببناء حاضر واقعي يراه العالم: ازدهار اقتصادي، وقوة إقليمية، ومشاريع تعيد تشكيل مستقبل المنطقة. الإنجازات لا تُبنى على ردود الفعل، بل على استمرار العمل، وهذا ما يفعله وطننا اليوم. أما من حاولوا تشويهه، فقد انكشفوا، وظهر عجزهم، وسقطت حملاتهم. بينما بقيت المرأة السعودية كما هي: مثقفة، منجزة، ثابتة، واثقة، تمثّل وطنًا لا يعيبه كلام مجهول. ها هي السعودية تخرج من هذه المعركة أقوى مما كانت، وأكثر صلابة ووعيًا. لقد برهنت للأعداء أن محاولاتهم لن تثنيها عن مسيرتها، ولن تؤثر في وحدة شعبها. ها هي المرأة السعودية تثبت كل يوم أنها عنوان التقدم والنجاح. هنا السعودية... الواقفة بشموخ، الواعية بفطرتها، المحمية برعاية الله أولاً، ثم بقيادتها الحكيمة وشعبها الأبي ونسائها المناضلات. هنا وطن لا تهزه حملات الوهم، ولا تسقطه جيوش إلكترونية... لأن النور لا يهزمه الضلال أبدًا.