بمشاركة مدربين سعوديين وصينيين..
مركز البحوث والتواصل المعرفي يقدّم دورة موسّعة بعنوان «مدخل إلى فهم الصين».
نظّم مركز البحوث والتواصل المعرفي دورة تدريبية موسّعة بعنوان: “مدخل إلى فهم الصين”، ضمن جهوده الهادفة إلى تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي لدى السعوديين المهتمين بالسفر أو الدراسة أو العمل مع الصين، وفي إطار مساعيه لتمكينهم من بناء فهم شامل للمجالات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لجمهورية الصين الشعبية، بما يسمح بتأسيس جسور تواصل فاعلة بين الشعبين السعودي والصيني. وجاءت هذه الدورة بوصفها برنامجًا تدريبيًا يمتد خمسة أيام، بواقع ثلاث ساعات يوميًا (15 ساعة تدريبية)، وذلك من الساعة العاشرة والنصف صباحًا حتى الواحدة والنصف ظهرًا، خلال الفترة من 23 إلى 27 نوفمبر 2025م، وحضرها عدد من المتدربين والمتدربات من جهات وقطاعات متعددة، ممن يجمعهم الاهتمام بالصين وواقعها المعاصر وآفاق التعاون معها. وقدّم محاور الدورة نخبة من الباحثين والمدربين السعوديين المختصين بالشأن الصيني العاملين في المركز، في إطار توجه المركز نحو تعزيز المعرفة التفاعلية وتمكين المشاركين من فهم الموضوعات من مصادرها المباشرة. وتوزعت موضوعات الدورة على خمسة محاور رئيسة؛ حيث تناول المحور الأول، الذي قدّمه عبدالكريم يعقوب، التعرف إلى الصين من حيث التاريخ والجغرافيا والمجتمع، مستعرضًا موقع الصين الجغرافي وتنوعها السكاني والثقافي والمناخي، وإضاءات واسعة على تاريخ الصين القديم والحديث وكيف تشكّلت الهوية الصينية عبر القرون، مع التعريف بملامح الحياة اليومية في المدن الكبرى والمناطق الداخلية، والطبيعة المناخية والطوبوغرافية لمناطق الصين، وبيان أثر المكونات الإثنية والدينية وثقافاتها المختلفة في تشكّل المجتمعات المحلية. وأوضح المحاضر أن الهدف من هذا المحور هو تكوين فهم أساسي لطبيعة الصين كمجتمع متجذر تاريخيًا وثقافيًا، وهو ما يمكّن المتدرب من التعامل بوعي مع الخلفية الثقافية للمواطن الصيني. أما المحور الثاني، الذي قدّمه عبدالرحمن مرشود، فخصّص للثقافة الصينية والعادات الاجتماعية، موضحًا المبادئ الفلسفية الكبرى التي تقوم عليها الثقافة الصينية مثل الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية، وشارحًا ملامح العادات والتقاليد في المناسبات والأعياد الصينية، وآداب التعامل الاجتماعي في التحية وتبادل الهدايا والاجتماعات والمائدة، إضافة إلى سمات المجتمع الصيني المعاصر، وخاصة العائلة والتعليم والقيم الاجتماعية. وتناول المحور أيضًا “الأجزاء غير المرئية من الثقافة الصينية” المتعلقة بفهم العلاقات والتواصل وأثرهما المباشر في الحياة اليومية، مؤكدًا أن إدراك هذه الطبقة العميقة من الثقافة يمثّل شرطًا أساسيًا لتجنب سوء الفهم الثقافي وتحقيق تواصل فعّال مع المجتمع الصيني. وفي المحور الثالث، الذي قدّمته تشونغ تشاو هوا (وردة) وما تسوي هان (مشيئة)، جرى استعراض شامل لموضوع الدراسة في الصين، مع تقديم نبذة عن النظام التعليمي الصيني والجامعات المرموقة، وشرح آليات القبول والمنح الدراسية المخصصة للطلاب السعوديين، واستعراض الحياة في الحرم الجامعي من حيث السكن والأنشطة والخدمات. كما تناول المحور التحديات الثقافية واللغوية التي قد يواجهها الطلاب، وطرائق التكيف معها، بما يمنح المتدرب تصورًا واقعيًا عن البيئة التعليمية الصينية، ويهيّئه لخوض تجربة دراسية ناجحة هناك. وتطرّق المحور الرابع، الذي قدّمه محمد الصادق، إلى الاقتصاد الصيني والنظام العالمي الجديد، مستعرضًا تاريخ الاقتصاد الصيني المعاصر، ودور الخطط الخمسية الاقتصادية في تطوير نموذج الصين الحديثة، مع تتبع مسار انتقال الاقتصاد الصيني من الزراعة إلى الصناعات الثقيلة، ثم إلى الصناعات عالية التقنية، وصولًا إلى موقع الصين في الاقتصاد العالمي اليوم. وبيّن المحاضر أثر صعود الصين الاقتصادي في إعادة تشكيل النظام العالمي، مشددًا على أهمية أن يمتلك المتدرب معرفة دقيقة بسلوك السوق الصينية بوصفها إحدى أكبر الأسواق وأكثرها تأثيرًا، وبما يعزز قدرة السعوديين على إقامة شراكات اقتصادية ناجحة قائمة على المعرفة والثقة المتبادلة. واختُتمت الدورة بالمحور الخامس الذي قدّمه هيثم السيد حول التواصل السعودي-الصيني والجسور الثقافية والدبلوماسية بين البلدين، مستعرضًا تطور العلاقات المشتركة وأبرز محطاتها التاريخية، ومجالات التعاون الثقافي والعلمي والاقتصادي بين السعودية والصين، ودور المواطن السعودي بوصفه سفيرًا ثقافيًا يمثل وطنه بصورة إيجابية. وقدّم المحاضر مجموعة من النصائح العملية المتعلقة بالسفر والإقامة في الصين، بما في ذلك الجوانب اللغوية والأمنية والقانونية والعادات اليومية، إضافة إلى شرح ملامح النظرة الصينية الحقيقية للسعودية والسعوديين، وأثر الصورة الذهنية المتبادلة في تعزيز التواصل بين الشعبين. وفي ختام الدورة، قام رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي بتسليم الشهادات التقديرية للمتدربين الذين أتموا البرنامج، مؤكدًا أن هذه الدورة تأتي تمهيدًا لانطلاق نشاط مركز التدريب التابع للمركز ضمن خطته وبرامجه التدريبية خلال المرحلة المقبلة، في سياق الجهود الرامية إلى ترسيخ المعرفة المتخصصة وتعزيز التواصل الحضاري بين المملكة والصين.