سعود الشمري أمين عام جائزة الملك خالد :

نهدف إلى إضافة فئات جديدة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

أكد أمين عام جائزة الملك خالد، الأستاذ سعود بن عبدالرحمن الشمري، أن الجائزة أصبحت منصة وطنية رائدة لتكريم المبادرات المؤثرة منذ انطلاقتها عام 2009. وقال الشمري في حوار خاص مع اليمامة، إن الجائزة شهدت توسعاً لافتاً في رؤيتها ومعاييرها خلال السنوات الأخيرة، بما يواكب التحولات المتسارعة في العمل الاجتماعي وتطلعات المنظمات والمبادرات في مختلف مناطق المملكة. واستعرض في حديثه أبرز التحديات والإنجازات، والمعايير التي تعتمدها لجان التحكيم، إلى جانب خطط التوسع المستقبلي التي تستهدف رفع مستوى الأثر وتعزيز مواءمة الجائزة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. وفيما يلي نص الحوار: رؤية أساسية للتنمية *ما هي الرؤية الأساسية لجائزة الملك خالد، وكيف تطورت أهدافها منذ إطلاقها في عام 2009 حتى اليوم؟ -تسعى الجائزة إلى تكريم المبادرات الاجتماعية والمنظمات غير الربحية ومنشآت القطاع الخاص داخل المملكة العربية السعودية. وتهدف إلى رفع مستوى كفاءة الأداء، وتعزيز التنمية المستدامة مع توسيع دائرة التأثير. كما تهدف إلى تكريم ودعم منشآت القطاع الخاص التي تتبنى ممارسات ومبادرات التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية.  منذ إطلاقها في عام 2009، أصبحت الجائزة منصة بارزة لتقدير الجهود المتميزة في مختلف القطاعات التنموية. وقد ساهمت على مر الأعوام في تمكين صانعي التغيير ودعم المبادرات المؤثرة التي تعزز التنمية الشاملة والمستدامة. دور الامين العام *كأمين عام للجائزة، ما هو دورك الرئيسي في إدارتها، وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم في السنوات الأخيرة؟ -بوصفي أميناً عاماً للجائزة، يتمثل دوري الرئيسي في الإشراف على تنفيذ رؤيتها ورسالتها، وضمان جودة العمليات في جميع مراحل الجائزة بدءاً من استقبال الترشيحات وحتى إعلان الفائزين. ويشمل ذلك تطوير آليات التقييم، وتعزيز الشفافية، وبناء شراكات فاعلة مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، إضافةً إلى متابعة أثر الجائزة على المستفيدين وضمان استمرارية تطويرها بما يتماشى مع أولويات التنمية في المملكة. أما أبرز التحديات التي واجهتنا في السنوات الأخيرة، فكان من أهمها مواكبة التغير المتسارع في القطاع غير الربحي وارتفاع التوقعات من جانب المنظمات والمبادرات المشاركة، إلى جانب الحاجة المستمرة لتحديث معايير الجائزة بما يناسب تطور مفهوم الاستدامة والابتكار الاجتماعي. كما شكّل الوصول إلى جميع المناطق وتنوع احتياجاتها تحدياً، إلا أنه كان أيضاً دافعاً لتوسيع نطاق الجائزة وضمان شموليتها ورفع مستوى الأثر الذي تُحدثه في المجتمع. إنجازات الفائزين *هل يمكنك مشاركتنا ببعض الأمثلة على الفائزين السابقين، وكيف ساهمت إنجازاتهم في تعزيز التنمية الاجتماعية في المملكة؟ -أولاً: جائزة تميز المنظمات غير الربحية أمثلة على الفائزين: جمعية بناء لرعاية الأيتام – عن تطوير مستوى الحوكمة وجودة البرامج. جمعية النهضة – عن برامج تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً. جمعية زهرة لسرطان الثدي – عن جهود التوعية والكشف المبكر. جمعية إنسان – لبرامج الرعاية الشاملة وتمكين اليتيم. جمعية بنيان – لبرامج الإسكان والتنمية الأسرية. ثانياً: جائزة شركاء التنمية أمثلة على الفائزين: مبادرة أحضان – لدعم الأيتام ودمجهم اجتماعياً. مبادرة ويكي دون – لتعزيز حضور المرأة السعودية في ويكيبيديا. مبادرة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة – لخفض البطالة بين ذوي الهمم. تطبيق مدكر – لاستخدام التقنية في تعليم القرآن الكريم. مبادرة علّمني – لدعم الطلاب من الأسر محدودة الدخل. ثالثاً: جائزة الاستدامة أمثلة على الفائزين: مجموعة stc – لجهودها في معايير الحوكمة والاستدامة البيئية والاجتماعية. سابك – لبرامج خفض الانبعاثات وإعادة التدوير والمسؤولية البيئية. البنك الأهلي السعودي – لمبادرات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. مصرف الراجحي – لبرامج التطوير المجتمعي والتحول المستدام. أرامكو السعودية – لبرامج حماية البيئة وتمكين المجتمعات. معايير الفوز *ما هي المعايير الرئيسية التي تعتمد عليها لجنة التحكيم في اختيار الفائزين، خاصة في فئات مثل المنظمات غير الربحية والمبادرات الاجتماعية؟ -جائزة شركاء التنمية: يتم تقييم الترشيحات بناءً على الأثر الإيجابي، والاستدامة، والإبداع والابتكار، والقابلية للنمو والتوسع. جائزة تميز المنظمات غير الربحية: تعتمد آلية التقييم على تحليل الأداء الإداري وفق معايير مثل الاستراتيجية، والحوكمة، والموارد البشرية، والإدارة المالية والاستثمار، والتواصل وتنمية الموارد، وتقنية المعلومات، وقياس الأداء والأثر. جائزة الاستدامة: تعتمد آلية التقييم على معايير الحوكمة، والمعايير البيئية، والمعايير الاجتماعية. تحفيز الابتكار *كيف ساهمت جائزة الملك خالد في تشجيع الابتكار الاجتماعي، وما هي التأثيرات الملموسة التي لاحظتموها على المجتمع السعودي؟ -تساهم الجائزة في تحفيز الابتكار الاجتماعي والتنمية المستدامة في المملكة. وتسلط الضوء على الجهات والأفراد الذين يقدمون مساهمات فعالة نحو تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. كما تدعم المبادرات التي تساهم في نشر ثقافة الاستدامة وتشجع على تقديم حلول مبتكرة تعزز من جودة الحياة. رؤية 2030  *في ظل رؤية المملكة 2030، كيف تتوافق الجائزة مع أهداف التنمية المستدامة، وهل هناك تعاون مع جهات حكومية أو خاصة؟ -تتوافق الجائزة مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تعزيز الاستدامة والتنمية الشاملة. وتهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030. كما تدعم المبادرات التي تتوافق مع رؤية السعودية 2030 وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.  خطط الجائزة المستقبلية *ما هي الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق الجائزة، مثل إضافة فئات جديدة أو الوصول إلى المزيد من المناطق في المملكة؟ -هناك تركيز على توسيع نطاق الجائزة لتشمل المزيد من القطاعات والمجالات. والاستمرار في دعم المبادرات التي تتوافق مع رؤية السعودية 2030 وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. سيتم العمل على تحسين آليات التقييم وجعل الجائزة منصة عالمية لعرض أفضل الممارسات الاجتماعية والبيئية التي يمكن تبنيها في السعودية والعالم العربي.  خطوات الترشح *للراغبين في المشاركة، ما هي الخطوات الأساسية للترشح للجائزة، وما نصيحتك للمنظمات أو الأفراد الذين يسعون لتحقيق تأثير اجتماعي إيجابي؟ الخطوات الأساسية للترشح: - 1.زيارة الموقع الإلكتروني للجائزة والاطلاع على الشروط والأحكام العامة. 2. التأكد من استيفاء أهلية وشروط ومعايير الجائزة. 3. تعبئة نموذج الترشيح على الموقع الإلكتروني للجائزة. 4. تقديم الترشيح من خلال البوابة الإلكترونية للجائزة. 5. استكمال جميع النماذج والمرفقات المطلوبة. أنصح المنظمات والأفراد الراغبين في تحقيق تأثير اجتماعي إيجابي بأن يبدأوا من فهم عميق لاحتياجات المجتمع، وتصميم مبادرات مبنية على بيانات واضحة لا على الافتراضات. من الضروري أيضاً تبني حلول قابلة للاستدامة مالياً وإدارياً، مع قياس الأثر بشكل مستمر للتأكد من فاعلية البرامج وتطويرها. كما أشجع على بناء الشراكات مع القطاعات المختلفة لتعظيم التأثير، والاستفادة من التقنيات الحديثة للوصول إلى شريحة أكبر من المستفيدين. وفي جميع المراحل، تبقى الشفافية والحوكمة الجيدة أساساً لكسب الثقة وضمان نجاح المبادرات. وأؤكد أن البدء بخطوات صغيرة لكن مدروسة يمكن أن يقود إلى أثر كبير مع مرور الوقت. *كيف ترى موقع جائزة الملك خالد اليوم بين الجوائز الوطنية؟ وبرأيك ما الذي يميزها عن بقية الجوائز ذات الطابع الاجتماعي أو التنموي؟ -تعد جائزة الملك خالد من أبرز الجوائز الوطنية الداعمة للتنمية المستدامة والابتكار الاجتماعي وتميز القطاع غير الربحي. تتميز بكونها أداة تغيير وتطوير فاعلة وشاملة تعنى بتكريم المبادرات الاجتماعية، والمنظمات غير الربحية، ومنشآت القطاع الخاص. كما أنها الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، بدعمها العملي الفعال لمرشحيها والمساهمة في رفع كفاءاتهم التنظيمية وقدراتهم، وتمكينهم من خدمة مجتمعهم بشكل أفضل، وبحلول مستدامة.