«خالد بن عبدالعزيز» كتاب بتقديم الأمير سلطان بن عبدالعزيز..

الملك الذي يجمع أسرته على العشاء كل يوم.

يعد كتاب خالد بن عبدالعزيز.. سيرة ملك ونهضة مملكة للمؤلف الدكتور أحمد الدعجاني، احد الكتب التي تناولت سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله – وجوانبه الشخصية والإدارية والوطنية خلال مرحلة مهمة من تاريخ المملكة الحديث. الكتاب كتب مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – مستعرضا فيه ما عرف عن الملك خالد من صفات جليلة، أبرزها الديانة القويمة، والتواضع، وحسن الخلق، والصدق، والرحمة بالناس، والاهتمام بأحوال المواطنين، إلى جانب دعمه لدعاة الخير ونصرته للمظلومين. وأشار سموه في مقدمته إلى أن حكام هذه البلاد قاموا – بفضل الله – على نشر الدين وتحكيم الشريعة، مؤكدًا أن الملك خالد جسّد هذه القيم كما جسدها بعده الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله. كما أثنى على جهد المؤلف في جمع السيرة وتوثيق أحداث تلك الحقبة، وعد الكتاب تذكرة للمهتمين ومفتاحا للعمل الوثائقي ومصدرا للدارسين. ولفت سموه إلى رغبته في أن يتناول الكتاب مزيدا من التحليل ورصد الأسباب والآثار، مشيرًا إلى تحفظه على استخدام عبارة نهضة مملكة، لكون نهضة المملكة تُنسب أساسًا إلى الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله – وأن الأقرب هو وصف نهضة حضارة. الكتاب يحمل أهمية في كونه يحاول ان يوثق لجانب من خطب الملك الراحل وأحاديثه الصحفية وروائع آثاره من النصائح والارشادات. ويخصص الكتاب جانبا كبيرا من صفحاته للقصائد والكلمات التي كتبت في رثائه رحمه الله. وقد تتبع الكتاب ملامح الملك خالد من خلال فصوله المتنوعة، فيبدأ بملامح شخصيته داخل بيته، ثم يتناول بداياته في الإمارة المبكرة، قبل أن ينتقل إلى هواياته واهتماماته، وعلى رأسها القنص، كما يستعرض صفاته الدينية ونشأته المتأصلة بالالتزام والورع. ويخصص المؤلف فصلا للعلاقة الوثيقة بين الملك خالد والملك فيصل، متابعا رحلتهما إلى أمريكا ولندن، وما رافق ذلك من تجارب شكلت رؤيتهما، ثم مرحلة ولاية العهد وما حملته من مسؤوليات وأدوار قيادية. وكشف الكتاب عن جانب “أبوي” وتربوي في شخصية الملك خالد، إذ يبرز المؤلف ما كان يتسم به – رحمه الله – من دفء أسري وارتباط وثيق بأهله، رغم كثافة مسؤولياته الملكية والحكومية. فقد كان يحرص يوميًا على تناول الغداء أو العشاء مع أسرته، ويسأل عن أحوالهم ويلتفت إلى غياب أحدهم، ويرى في هذا اللقاء اليومي جزءا لا يتجزأ من مسؤولياته تجاههم. كما يورد الكتاب حرصه على زيارة شقيقاته والالتقاء بهن يوميا، والسؤال عن أحوالهن، والإصغاء إليهن. وفي فصل “خالد ملكًا” يستعرض الكتاب مبايعته وسياساته العامة، وعلاقته برعيته ووزرائه، وطبيعة برنامجه اليومي، إضافة إلى التطورات التي مرت بها حالته الصحية. ثم ينتقل إلى رصد “إنجازات الخير” التي اتسم بها عهده، من استمرارية الحكم وترسيخ مسيرته، إلى المشاريع الكبرى ورعاية الحرمين الشريفين، وما شهده ذلك العهد من توسعات وعناية بالمقدسات. ويبرز الكتاب جانبا آخر مهما هو زيارات الملك خالد للدول العربية والإسلامية والصديقة، بوصفها جسورا للتواصل الإنساني والسياسي، إلى جانب الزيارات التي استقبلتها المملكة لرؤساء وقادة الدول. ويختم الكاتب بتناول المواقف الإسلامية والإنسانية للملك خالد، ودعمه الثابت للقضية الفلسطينية، ودوره في تعزيز التضامن الإسلامي، واهتمامه بقضايا المسلمين والأقليات حول العالم، إضافة إلى ما ناله من أوسمة وتقديرات، والمؤتمرات التي احتضنتها المملكة في عهده. الكتاب يعد مرجعا ثريا للباحثين والمهتمين بتاريخ الملك خالد، ويضيء جوانب إنسانية ودينية وإدارية أسهمت في تشكيل مرحلة راسخة من تاريخ المملكة. ويقول مؤلف الكتاب الدكتور أحمد الدعجاني في حوار خاص مع اليمامة “أن العمل في إعداد مادة الكتاب استمر 7 سنوات، خاصة أنني كنت أعمل دون مراجع. واستعضت عن ذلك بالعشرات من المقابلات والزيارات الداخلية والخارجية وقد شجعني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، على المضي في تأليف الكتاب، وشرفني بكتابة المقدمة”. وتابع الدعجاني:”وقد راجع الكتاب ودققه معالي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري، المستشار بالديوان الملكي والقريب جدا من الملك خالد. وكذلك راجعه معالي الدكتور يوسف الشبل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود كمتخصص في التاريخ”. وكشف الدعجاني: “وقد تلقيت استشارات من معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله الذي وجهني للاهتمام ببعض التفاصيل، وأشاد باهتمامي وجلدي، أما الدكتور عبدالعزيز الخويطر فقد زودني بببعض الملاحظات التي أثرت الكتاب وراسلت عددا من أصحاب السمو الملكي الأمراء ورجالا من خاصية الملك خالد”. وأشار الدعجاني الى ان هذا الكتاب يعد أول مرجع عن هذا الملك الصالح مبينا “ قمنا بتدشين الكتاب في أحد فنادق جده، وكذلك أقمنا حفل تدشين آخر في الأردن، بحضور السفير السعودي الشيخ عبد الرحمن العوهلي ووزير الثقافة الأردني حيدر محمود ومجموعة من المثقفين والمؤرخين وقد حملني الأمير سلطان برسالة شخصية من سموه إلى حكام الخليج عندما زرتهم لإهدائهم نسخ من الكتاب، وكذلك إلى رئيس جمهورية المالديف. لأني بعد صدور الكتاب تواصل معي القنصل المالديفي في جدة المهندس عبدالعزيز حنفي، الذي طلب نسخا من الكتاب لرئيس الجمهورية، ولعدد من الوزراء. وقد زرت المليديف والتقيت بفخامة رئيس جمهورية المالديف، وسلمته نسخا من الكتاب”. واختتم الدعجاني:”أحمد الله، أن الكتاب وجد صدى طيبا لدى حكام المملكة الذين التقيت بهم بصحبة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لإهدائهم نسخ من الكتاب”.