رسالة الى المعلم في المرحلة الثانوية سعيد السريحي.
أستاذي القدير الدكتور سعيد السريحي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حين يُذكر العطاء، تُذكر معه تلك الوجوه التي تركت بصمتها في القلب قبل العقل، وفي الذاكرة قبل السطور. وأنت يا أستاذي أحد تلك الوجوه التي صنعت في داخلي إنسانًا جديدًا، تفكيرًا، وذوقًا، ونظرة أعمق للحياة والمعرفة. في المرحلة الثانوية — في تلك السنّ التي يتشكّل فيها الوعي وتتفتح فيها الروح — كنتَ أنتَ نقطة التحوّل الكبرى. كنتَ معلّمًا، ومُلهمًا، وحاضرًا في أدق تفاصيل الرحلة. لم تكن مجرد أستاذ؛ كنت نافذة واسعة ألقيتُ منها نظرة مختلفة على العالم، نظرة أكثر اتزانًا وعمقًا ووعيًا. وها أنا اليوم — وبعد سنوات — ما زلت أجد أثر كلماتك، وصدى أسلوبك، ونبل أخلاقك، في كل خطوة أخطوها وفي كل قرار أتخذه. وهذا إرث لا يصنعه إلا الكبار.. ولا يتركه إلا أصحاب الرسالة. لقد بلغني بفرح كبير خبر تماثلك للشفاء — والحمد لله على سلامتك — وأحمده سبحانه أن لطف بك ورعاك في تلك الوعكة الصحية. وأسأل الله العظيم أن يجعل ما مررتَ به رفعةً في الدرجات وكفارةً للأوجاع، وأن يكتب لك دوام الصحة والعافية. هذه الرسالة يا أستاذي ليست إلا محاولة بسيطة أمام مقامك الكبير، لكنها نابعة من القلب، ممزوجة بالامتنان والمودة، ومحمّلة بالدعاء الصادق لك بأن يمدّك الله بالقوة والعافية، وأن يبارك في عمرك، وأن يُديم عليك نور العلم الذي لطالما أنرتَ به عقول طلابك ومحبيك. دمتَ بخير… ودام حضورك الجميل فينا وفي المشهد الثقافي، علماً وإلهاماً وإنسانية.