جائزة الملك خالد .. تعزيز قيم العطاء.

انطلاقاً من قيم التكافل النبيلة التي ميّزت إنسان هذه الأرض، قيادةً وشعباً، تضطلع جائزة الملك خالد بدور بالغ الأهمية، ويندر أن يتواجد غالباً في المشهد العام في كثير من البلدان، وهو الدعم والتحفيز للبنية التحتية للعمل الخيري، والعمل غير الربحي، و»تكريم الأفراد، والمنظمات، ومنشآت القطاع الخاص، ممن يتولون زمام المبادرة في إيجاد حلول مبتكرة لتحدياتٍ اجتماعية معقدة، والتأثير في الآخرين كمثالٍ يحتذى» وهو العنوان الذي تعرف به الجائزة نفسها. وكما نعلم هناك الكثير من الجوائز الكبيرة في كثير من المجالات: الاقتصادية، والبحثية، والأدبية، والرياضية ...إلخ، ولكن يندر أن نجد جائزة بهذا الحجم تُعنى بالعمل الخيري، ودعم المنظمات غير الربحية، وتشجيع المبادرات المجتمعية الإبداعية. من هنا تأخذ جائزة الملك خالد قيمتها الكبرى؛ كونها صانعة ومؤثرة في فضاء العمل غير الربحي، وبرغم ذلك، لا نجد الكثير من الحديث الإعلامي عن هذه الجهود، ولا تسليط الضوء اللائق بالجائزة ولا بمؤسسة الملك خالد التي أنشئت تخليداً لذكرى الملك الراحل رحمه الله الذي عرف عنه الكرم البالغ في دعم أعمال الخير، والذي كان العمل الخيري في وجدانه دائماً وكان همّه الأول في حياته هو تحسين حالة المواطنين، وهو الذي كان مشهوراً عنه أنه قال: «اهتموا بالضعفاء، أما الأقوياء، فهم قادرون على الاهتمام بأنفسهم.» لذا فإن هذه المؤسسة التي أريد لها مواصلة سيرة خالد بن عبدالعزيز رحمه الله تحمل روح الملك خالد وغاياته الكبرى التي عاش من أجلها، وتواصل المؤسسة رسالته بعد رحيله – يرحمه الله – منذ ذلك الحين إلى اليوم. وتعنى جائزة الملك خالد بمجالات عدة، وهي التي تمثل فروع الجائزة، مثل: الاستدامة، والتميز في المنظمات غير الربحية، وشركاء التنمية، وقد منحت في نوفمبر الماضي في هذه الدورة لعدد من الفائزين في عدة فروع، ويلاحظ التنوع في انتماءاتهم وتخصصاتهم ومجالاتهم التي فازوا من خلالها. وعلى أية حال فجائزة الملك خالد يمكن اعتبارها واحدة من مغذيات روح المبادرات والعمل غير الربحي في المملكة، ولكن نأمل أن تأخذ نصيبها من تسليط الضوء الذي تستحقه في هذا الزمن المليء بالصخب من كل مكان.