كُللت جهود مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون، بفوزها مؤخرًا بجائزة المؤسسات الثقافية لعام 2025 في مسار القطاع غير الربحي في الدورة الخامسة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، وذلك لدورها في تدشين مكتبات وقفية ومتاحف ومعارض ثقافية وفنية، مثل دار الفنون الإسلامية، ومشروع خطاط المسجد النبوي، ومشروع آيات. وأقيم الحفل يوم 15 سبتمبر الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، حيث كرّم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، الفائزين في الدورة الخامسة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور جمعٍ من أصحاب السمو والمعالي، وقيادات المنظومة الثقافية، والأدباء، والفنانين، والإعلاميين. ومؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون هي إحدى المؤسسات الثقافية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، وإحدى المبادرات الوقفية لمؤسسة صالح صيرفي الخيرية، وتمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع ضمن مشروع «جدة بارك»، وتهدف لأن تكون رافدًا رئيسًا وقطبًا هامًا للنشاط الثقافي والعلمي بمدينة جدة. وتضم المؤسسة متاحف، ومعارض دائمة ومؤقتة، وقاعات للمحاضرات وورش العمل وحلقات النقاش، واستوديوهات فنية، ومساحات مخصصة للأنشطة الفنية والثقافية، وساحة مفتوحة متعددة الاستخدامات. وتحظى متاحف المداد بزيارات عديدة، كان آخرها من قبَل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ومعالي وزير السياحة في الجمهورية العربية السورية السيد مازن الصالحاني، ومعالي الوزير محمد فيصل إبراهيم، وزير الدولة الأول في وزارة الداخلية والوزير المكلّف بشؤون المسلمين في جمهورية سنغافورة. الفكرة والتأسيس جاءت فكرة تأسيس مؤسسة المِداد، انطلاقًا من أهمية الثقافة كمحرك أساس في أي مجتمع إنساني، ودورها المحوري في الحفاظ على هوية الأمم ومكتسباتها، والارتقاء بالوعي الإنساني في إطار التنوع الثقافي. وتهدف المؤسسة لأن تكون واجهة حضارية وحاضنة رئيسية للحِراك الثقافي بمدينة جدة، ونموذجًا يحتذى به للسير بخطى ثابتة لتحقيق التنمية الثقافية المستدامة، في سياق عملية التنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، في ظل ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالغ بالمشهد الثقافي بالمملكة. وتعد المبادرات الثقافية والتاريخية التي تتبناها مؤسسة المِداد من جهة، أو تدعمها وتساهم في تحقيقها من جهة أخرى، أنشطة متعددة الأهداف ولها أبعاد اقتصادية واجتماعية، كما تعتبر نقاط جذب وتلاقٍ وتفاعل، وتحمل في طياتها رسائل إيجابية تمكننا من إحداث تغييرات هادفة ملموسة لدى الفئات المستهدفة. ويأتي دور مؤسسة المِداد الخيرية من خلال إطلاع المجتمعات الأخرى على المخزون الثقافي والفني والتاريخي والحضاري الذي تكتنزه بلادنا الغالية، التي تفيض بإرث تاريخي ثقافي كبير وهام، وبعضه امتد من حضارات أخرى متداخلة تمتد إلى آلاف السنين. وتأمل المؤسسة أن تحفِّز على إطلاق مبادرات مماثلة تتنافس فيما بينها، وبذلك تتسع دوائر الثقافة ووسائل نشر المعرفة في المملكة العربية السعودية، كما أن هذه المبادرات بدورها تساهم في مد جسور الثقافة والمعرفة إلى بلدان أخرى إقليمية وعالمية. أما مؤسس المداد فهو الشيخ صالح بن حمزة صيرفي، رجل الأعمال المعروف صدر له كتاب بعنوان «رحلة الكفاح في الصرافة والأعمال»، يتناول سيرته الذاتية، ويكشف بدايات عمله صبيًا في دكان والده للصرافة بالمسعى، مرورًا بتاريخ طويل في الصرافة، حتى أصبح أحد أبرز أضلاع الصرافة في سوق الصرافة السعودية. كتب مقدمة الكتاب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والذي أثنى على سيرة رجل الأعمال والمصرفي صالح صيرفي ورحلته في عالم الأعمال والمال، وبذله الكثير من المال في أوجه الخير وخاصة مراكز المعوقين، كما كتب تقديم الكتاب رجل الأعمال الراحل الشيخ صالح عبدالله كامل الذي سطر إعجابه بسيرة الصيرفي قائلًا: «علمنا الاستخلاف في الأرض». أهداف مؤسسة المِداد - إنشاء المتاحف، وإقامة المعارض الدائمة والمؤقتة. - إقامة المحاضرات والندوات الثقافية والفنية. - تعزيز المحتوى المحلي ودعم المنتج الثقافي السعودي. - دعم القطاع الاقتصادي والسياحي وإثراء تجربة الزائر. - إنشاء أكاديمية الخط العربي. - إنشاء منصة المِداد الرقمية. - برنامج الزيارات الفنية للحرف السعودية. - رعاية المبادرات والأبحاث. المتاحف والمعارض - متحف «دار الفنون الإسلامية.» - متحف المكتين. - متحف «جدة بوابة الحرمين.» - متحف الخط العربي. - متحف دار الشفاء. - معرض «تاريخ الحرمين بين الفرشاة والعدسة.» - معرض «الأميال الحجرية». - معرض «خطاط المسجد النبوي.» - معرض «كان خلقه القرآن». - معرض «آيات». - معرض «ألف اختراع واختراع». - معرض الأميال الحجرية. - جاليري المداد. - أكاديمية الخط العربي. الأمير فيصل بن سلمان يزور متاحف المداد شرفت متاحف مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون في محافظة جدة، بزيارة كريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في شهر نوفمبر الجاري. وتجول سموه بين متاحف مؤسسة المداد، حيث رافقه رئيس مجلس أمناء المؤسسة، المهندس أنس صيرفي، بالإضافة إلى الدكتور عصام الهجاري الشريف، عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة، وأ. د. عدنان محمد فايز الشريف أستاذ الآثار والحضارة وعضو مجلس الأمناء بجامعة أم القرى، و د. محمد الكربي المشرف العام على متاحف مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون. وتنقل سموه بين متحف الفنون الإسلامية بما يحويه من روائع الفن وقطعه الأثرية النادرة، ومتحف المكّتين وبما حواه من مطبوعات ومخطوطات وصور وقطع نادرة عن الحرمين الشريفين والبلدين المقدسين وعمق موروثهما العلمي، ومتحف الشفاء للطب وما تركه الأطباء المسلمون الأوائل الذين أسسوا لكثير من أصول علم الطب الذي فتح نوافده على أساليب العلاج وطرائق الخبراء والحكماء فيه، ثم متحف الزهرة للألبسة التراثية حيث تنطق الأثواب عن قصص الزمن وحكايات الأجيال لكل مناطق المملكة. وتفضل سموه بعد ذلك بزيارة مكتبة معالي الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان رحمه الله، وما تفيض به من مخزون معرفي رفيع، من أمهات المخطوطات ونوادر الطبعات والمصادر في مختلف العلوم والفنون. كما زار سموه أثناء جولته مركز الترميم، حيث تداوى المخطوطات بيد خبيرة، وتستعاد تفاصيلها العتيقة في ورش تنبض بحب التراث وصيانته. وقد استمع الحاضرون لشرح وافٍ قدمه رئيس مجلس أمناء مؤسسة المداد، المهندس أنس صيرفي، لاقى اهتمام سموه وإشادته، حيث عبر سموه عن بالغ سروره بما احتوته منظومة المتاحف وجهود القائمين عليها في حفظ التراث الإسلامي والموروث الثقافي وتعزيز الوعي به ونقله للأجيال القادمة. شارك في الزيارة سعادة الأستاذ تركي بن محمد الشويعر، الرئيس التنفيذي لدارة الملك عبد العزيز، وسعادة الدكتور فهد الوهبي، الأمين العام للجنة الإشرافية العليا لمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين. وكتب د. عصام الهجاري الشريف عضو مجلس أمناء مؤسسة المداد، ومستشار أمير المدينة المنورة سابقًا، والباحث المتخصص في تاريخ ومعالم المدينة المنورة وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة، في تغريدة له على حسابه بمنصة إكس: «ازدانت الزيارة بتوجيهات سموه الموفقة، ومقترحاته المسددة، وحواره الرفيع الذي أضفى على المكان نورًا من المعرفة، وفتح للمتاحف آفاقًا واسعة، ورؤية أعمق، فسموه -حفظه الله- نبع معرفة لا ينضب، يتدفق أدبًا وفكرًا، ويفيض على من حوله من ذوقه وثقافته، حتى بدا المشهد كأنه لوحة تتحدث عن أمير يجمع بين شمولية الفكر وحكمة العقل وأصالة الإرث ومعاصرة الواقع، مع وعي للحاضر وبصيرة للمستقبل، يجعل للتراث والثقافة والفكر حياة، وللمكان الذي يقدمه بريقًا وحراكًا وروحًا لاتنسى. زيارة كريمة من أمير نبيل نحسبه شامة وعلامة فارقة في تدوين تاريخ الحرمين الشريفين وتاريخ الوطن، يقتفي في ذلك خطى ملهمه الملك المؤرخ الموسوعي الثقافة والمعرفة سلمان بن عبدالعزيز – متع الله به ذريته وشعبه». مذكرة تفاهم مع دارة الملك عبدالعزيز وقعت مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون، مذكرة تفاهم مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ في نوفمبر الجاري، وذلك بهدف تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والعلمية والمعرفية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الخبرات، ودعم المبادرات التي تسهم في نشر الوعي التاريخي والثقافي وخدمة الأهداف الوطنية المشتركة. كما تهدف المذكرة إلى بناء شراكات فاعلة تُبرز القيمة التاريخية للحرمين الشريفين وتُعزز حضور المحتوى السعودي في مجالات التراث، من خلال إطلاق برامج نوعية ومشاريع معرفية يمتد أثرها إلى المجتمع والباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي. كما تشمل الاتفاقية إنشاء متحف بمعايير عالية يعرض التاريخ المحلي والإسلامي، وتقديم برامج ثقافية خاصة بالطفل تسهم في تعزيز الوعي التاريخي وترسيخ قيم الانتماء الوطني، إضافة إلى تبادل الخبرات وتقديم الاستشارات بما يعزز التكامل بين الجانبين، وإنشاء قاعدة بيانات لتاريخ الحرمين الشريفين وفق أعلى المعايير، وجمع وحفظ المصادر التاريخية والمرئية بما يضمن صونها وإتاحتها للباحثين، ودعم السياحة الثقافية بمنتجات إثرائية ذات بعد تاريخي وحضاري، وتوسيع دائرة الوصول للمحتوى التاريخي، في إطار الجهود الهادفة إلى توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية وخدمة الباحثين والجمهور، وبما يعزز حضور الهوية الوطنية في منصات الثقافة والمعرفة.