اختتمت فعاليات “شتاء حراء” التي نظمها حي حراء الثقافي بمكة المكرمة بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي، حيث شهدت الفعاليات سلسلة مميزة من الأنشطة التي استهدفت جميع أفراد الأسرة. وقد شكّلت رحلة معرفية وترفيهية تُبرز القيمة الثقافية والتاريخية للمكان، الذي يُعد أحد المعالم الحضارية والسياحية في مكة المكرمة. من أبرز الفعاليات التي أُقيمت؛ “معرض الوحي” الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، حيث استخدمت أحدث التقنيات لمحاكاة قصة نزول الوحي على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). ويضمّ المعرض جناحًا يروي التفاصيل التاريخية المحيطة بغار حراء وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، بالإضافة إلى تمثيل واقعي للحظة نزول الوحي الأولى. كما يشتمل المعرض على مقتنيات تاريخية نادرة، منها نسخة مصورة من مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وقطع حجرية قديمة نقش عليها القرآن الكريم، مما جعل الزوار يعيشون تجربة استثنائية بين عبق الماضي وإبداع الحاضر. لاقت فعالية “مسيرة الشعراء” استحسان الزوار لما قدمته من عروض شعرية مستوحاة من التراث العربي الأصيل. وقد سلطت هذه الفعالية الضوء على أهمية الشعر بوصفه ديوان العرب وأداة توثيق للأحداث والمشاعر. كما تضمنت “المجاراة الشعرية”، التي جمعت بين التفاعل الحي والاعتزاز باللغة العربية وآدابها، مما أضاف بعدًا ثقافيًا عميقًا لتجربة الزوار. فيما أحيت “فعالية القافلة” الموروث الثقافي للهجانة، حيث عكست الدور المحوري للقوافل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للعرب قديمًا، وقدمت هذه الفعالية مشاهد تجسد الرحلات التجارية الكبرى التي كانت تعتمد على الإبل لنقل البضائع وتأمين الرحلات بين المناطق المختلفة. واسترجع الزوار من خلال هذه الفعالية ذكريات الطرق التجارية القديمة، التي كانت تمثل شريان الحياة آنذاك. شهد ميدان التحديات إقبالًا واسعًا من عشاق المغامرة والإثارة، حيث أُتيح للزوار المشاركة في ألعاب متنوعة تجمع بين الترفيه والتنافس، أما “مسرح الشتاء” فقد أبهج الزوار بعروضه التفاعلية التي شملت مسابقات وألعابًا مستوحاة من التقاليد الشتوية، مما جعل الزوار يعيشون تجربة ممتعة وسط أجواء شتوية فريدة. إلى جانب الفعاليات الثقافية والترفيهية، قدّمَ حي حراء تجربة متكاملة من خلال سوق الحرف والصناعات التراثية، الذي أتاح للزوار التعرف على المنتجات المحلية واقتناء الهدايا التذكارية. كما تميز بتقديم مأكولات ومشروبات تحمل الطابع التراثي والمعاصر، مما جعل الزيارة تجربة شاملة تجمع بين الترفيه والثقافة والتسوق. يُذكر أن حي حراء الثقافي يمتد على مساحة تُقدر بـ 67 ألف متر مربع بجوار جبل حراء، أحد أشهر معالم مكة المكرمة. ويعد الحي وجهة سياحية ومعرفية تجمع بين الماضي والحاضر، مستقطبًا الزوار من مختلف الجنسيات وشرائح المجتمع. وتهدف الفعاليات المتنوعة التي تُقام فيه إلى تحقيق معايير جودة الحياة وتعزيز تجربة الزائر، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.