في اجتماع الرياض.. العالم يدعم سوريا.
تظهر المملكة من جديد في قلب الأحداث الهامة التي تشكّل منعطفاً في تاريخ المنطقة، وهذه المرة من خلال دعوة وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان لعقد اجتماع بشأن سوريا في الرياض. الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية عدة دول عربية إضافة إلى مبعوثين من أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا كانت مخرجاته في غاية الوضوح والقوة، حيث جددت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشددةً على ضرورة مساندة سوريا في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخها، والوقوف إلى جانب الشعب السوري. ومندّدة في الوقت ذاته بالتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، داعيةً الكيان الإسرائيلي المحتلّ إلى التوقف والانسحاب فوراً من المناطق التي دخلها في سوريا. ملامح عابرة نقلتها الكاميرات وظهرت على هامش هذا الاجتماع، لكنها تحمل دلالات مهمة، ففي اللقطة الختامية لالتقاط الصورة الجماعية التي ضمت المشاركين لم يكن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني موجوداً ضمن المجموعة، فطلب الأمير فيصل بن فرحان من رؤساء الوفود العودة مرة أخرى والتقاط صور جديدة بعد انضمام الشيباني لاحقاً. يحمل هذا الموقف الكثير من الأفكار حول طريقة تعاطي الموقف السعودي مع الوضع السوري الجديد، والجدية في التعامل مع هذا الملف حتى من خلال الحرص على حضور الدولة السورية رمزياً في الصورة الختامية من خلال وزير خارجيتها. اجتماع الرياض وصلت أصداؤه عالمياً؛ حيث ردود الأفعال المتنوعة لعدد من الدول، فهذا وزير الخارجية الفرنسي صرّح بعد الاجتماع بأنه مع رفع العقوبات التي لها أثر مباشر على الشعب السوري، وضرورة إشراك كافة مكونات الشعب السوري في العملية السياسية في البلاد. وفي ذات الوقت تعمل الإدارة السورية الجديدة على إرسال رسائل التطمين للمجتمع الدولي بأنها جادة في التعاطي الناضج مع كافة الملفات، بدايةً من قرار حلّ الفصائل المسلّحة واحتوائها ضمن الجيش السوري، إلى تصريحات قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع قبل أيام حين أكد بأن الثورة قد انتهت وبدأت مرحلة بناء الدولة، وأنه لا يمكن بناء الدولة بعقلية الثورة؛ وذلك في إشارة إلى رغبة القيادة السورية الجديدة في تحييد عقلية الانتقام، والسير بشكل جاد في إعادة بناء بلد أصابه الترهل منذ نصف قرن.