
ضمن أنشطتها الثقافية المتنوعة والمواكبة للعصر وتحدياته، أقامت جمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية أمسية حوارية وندوة ثقافية حول “الإعلام الجديد ودوره في تعميق الانتماء الوطني”، وذلك مساء يوم السبت 18-10-2025م بمركز إثراء في الظهران. الندوة التي شهدت حضورًا لافتًا من رموز إعلامية وثقافية وأدبية، قدمتها الإعلامية والمذيعة المتميزة باسمة الغريافي، والتي رحبت بالحضور جميعًا مع تقديم الشكر لجمعية ابن المقرب لإقامة هذه الأمسية المهمة في عنوانها ومحاورها، ثم شرعت الأستاذة الغريافي بإطلاق صافرة بداية الأمسية بسؤال محوري مهم: كيف نحافظ على انتمائنا الوطني وسط هذا الضجيج الإعلامي؟ وهو دائرة رحى لكل محاور الأمسية الحوارية. ولم تنس الأستاذة باسمة التعريف بضيفي الندوة الكريمين، وهما: الأستاذ ابراهيم الصقعوب، وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الإذاعة سابقا واستاذ الإعلام بجامعة الإمام والخبير الإعلامي المعروف. والدكتور ناصر الخرعان، المستشار الإعلامي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء سابقا والكاتب والشاعر والروائي. وقد دار الحوار بين المقدمة والضيفين حول محاور إعلامية وتحديات معاصرة تناوب الضيفان على الإجابة عليها بكل شفافية وسعة صدر، ومن أهم تلك المحاور: -التاريخ والتسارع نحو تطور الإعلام بخواصه وخصوصية أدواته. -كيف يمكن الحفاظ على خصوصية الإعلام وحدوده المهنية والأخلاقية؟ -المعادلة الصعبة بين حرية التعبير وغلبة الشعور بالانتماء الوطني، وكيفية تحقيق التوازن الدقيق بينهما. -كيف يمكن للإعلام أن يُعيد صياغة مفهوم الانتماء بحيث يتجاوز الشعارات، ويصبح ممارسةً يومية واعية تُترجم في الخطاب والمحتوى والسلوك الإعلامي؟ -ما هي وسائل الإعلام الجديد التي يمكن أن يكون مؤدّاها تعزيز الانتماء الوطني؟ -قراءة في خصائص الإعلام من زاوية تأثيرها في تشكيل الهوية والإدراك المجتمعي، دون أن تفقد الرسالة الإعلامية قيمها ومصداقيتها. -نظرة في الظواهر المستجدّة مع الإعلام الحديث، مثل انتشار الشائعات، وصناعة الشهرة السريعة، وتحوّل المعلومة إلى مادة ترفيهية أحيانًا أكثر من كونها معرفية. -هل التحول السريع في وجه الإعلام الحديث بات يتجاوز قدرة الإنسان والمؤسسات على السيطرة والتوجيه؟ وكيف يمكن ضبط هذا التحول كي لا يتحول إلى مصدر فوضى؟ -وهل يمكن التوفيق بين حرية المنصات الرقمية وضرورة الالتزام الأخلاقي دون أن تُفهم هذه الأخلاقيات كنوعٍ من التقييد؟ -ما هي الأدوات التي يحتاجها الإعلامي لبناء منصات إعلامية أكثر حداثة مما هي عليه الآن دون أن تفقد هويتها الخاصة وقيمها الأساسية؟ إضافة إلى محاور أخرى كانت بين يدي ضيفي الأمسية. وقد أثارت الندوة بعض المداخلات والأسئلة التي قدمها بعض الحضور، كالأستاذ سعد الجريس، والأستاذ خليل الفزيع، والمهندس جعفر الشايب. وفي ختام الندوة قدمت الأستاذة باسمة الغريافي شكرها لجمعية ابن المقرب وللحضور هذا التفاعل المميز، خاتمة حديثها بقولها: “ إننا اليوم لا نبحث عن إعلام يواكب العصر فحسب، بل عن إعلام يصنع وعي العصر، يعبّر عن الإنسان والوطن بلغة الحقيقة والضمير”. وكانت كلمة الختام لرئيس مجلس إدارة جمعية ابن المقرب الأستاذ باسم العيثان، الذي شكر الجميع على حضورهم وتفاعلهم، وأثنى على ضيوف الأمسية الذين أشبعوا موضوعها بإجاباتهم الضافية والشافية. ثم التقطت الصور التذكارية.