« العُرضيات » تكتب تاريخها ..

كتابان جديدان يوثقان الإنسان والمكان .

صدر للأديب محسن علي السهيمي كتابه الجديد (العُرْضِيَّات في حَرفي.. عوائقَ وإنسانًا ومكانًا وثقافةً) بالتزامن مع الإصدار الجديد للمؤرِّخ عبدالهادي بن مجنِّي (العُرْضِيَّات.. ما أهمله التاريخ)، وكلا الكتابين صدرا عن دار الانتشار العربي.  الموضوع الرئيس للكتابَين هو (محافظة العرضيات) الواقعة أقصى جنوب منطقة مكة المكرمة؛ فقد عُني كتاب السهيمي بأهمِّ العوائق التي بطَّأتْ مسيرة التنمية في المحافظة (في فترة ماضية) وجهودِ مثقفي المحافظة وإعلامييها حيالها في ظل عناية الجهات المعنية واهتمامها، ثم حشد كمًّا وافرًا من قصائده التي قالها عن العرضيات وكان محورها (الإنسان والمكان وبعض الأحداث والمناسبات)، ثم عرَّج على بعض القضايا التي تخص محافظة العرضيات ومنها كسرُ حرف العين في اسم العرضيات حيث يرى أن الصواب هو ضمها وفق منطوق الأهالي، وظاهرة تصدير بعض الكلمات بـ(أب - إب) في منطوق بعض الأهالي، وانحياز السرد -ممثلًا في الروايات خاصة- لمحافظة العُرضيات مقابل انحياز الشعر لمركز قَنا بمحافظة محايل عسير كمثال على ذلك، ومسمَّى العرضيات (بصيغة الجمع) الذي يرى أنه كان ينبغي أن يكون على الأصل (العُرْضِيَّة) بصيغة المفرد، وعرَّج على أهم حواضر المحافظة كـ(نَمرة وثُريبان والمعقَّص وسبت شمران)، ثم سرد شيئًا من سِير بعض أعلام المحافظة ومنهم (الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي والأستاذ علي بن خضران القرني رحمه الله) .  وفي فصل مستقل تطرق السهيمي للحركة الثقافية في المحافظة مبينًا أنها مرَّت بأربع مراحل هي (مرحلة مرور الرحالة العرب والمستشرقين أواخر القرن الثالث عشر الهجري ثم مرحلة الكتاتيب فالتعليم النظامي ثم مرحلة توافد المعلمين العرب للعرضيات وأشهرهم إبراهيم نصرالله وجمال ناجي ثم مرحلة وصول وسائل الإعلام بأنواعها للعرضيات (مطلع القرن الهجري الحالي) وقد أفاض في الحديث عن كل مرحلة، مبينًا الأدوار الفاعلة للجنة الثقافية التي كانت قائمة في المحافظة وتتبع لأدبي جدة، وجاء على كَمٍّ وافرٍ من أسماء النتاجات الإبداعية لمثقفِي العرضيات، ثم تطرق بالتعريف لأهم المعالم التاريخية والطبيعية والحضارية في المحافظة، وختم كتابه بسرد عدد من الكلمات المعجمية المتداولة في المحافظة ذات الأصول الفصيحة. أما كتاب ابن مجنِّي فقد عُني أولًا بالتعريف بمحافظة العرضيات جغرافيًّا من حيث الموقع والمساحة والسكان والتضاريس، ثم توسَّع في تاريخ محافظة العرضيات خلال مئتي سنة الماضية وفق بعض المخطوطات الأصلية ومن ذلك دخولها تحت حكم آل سعود ودولتهم المباركة، ثم عرَّج على العرضيات في الإرشيف العثماني، كما تطرق للدعوة الإصلاحية، ثم تطرق لبدايات التعليم في العرضيات وللحياة العلمية والفكرية في المحافظة. بعد ذلك أفرد فصلًا مستقلًّا سرد فيه زيارات أصحاب السمو الملكي والمعالي للعرضيات بدءًا بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز عام (1392هـ). ثم أفرد فصلًا كاملًا حشد فيه كمًّا وافرًا من الأعلام في التعليم والإصلاح في المحافظة ومنهم أسماء وفدت على المحافظة وعملت بها كالقاضي الشيخ منصور الضلعان رحمه الله والقاضي الشيخ عيسى الحازمي رحمه الله، ثم تطرق لتاريخ الصحافة في المحافظة وذكر عددًا من أسماء إعلاميي العرضيات وصحفييها. وفي فصل آخر تطرق ابن مجني لوسائل المواصلات في المحافظة وأشهر طرق القوافل القديمة، ثم سلط الضوء على تاريخ دخول المركبات للعرضيات وأشهر قائدي المركبات في تلك الفترة المنصرمة بدءًا بمنتصف الستينيات الهجرية. وفي فصل مستقل تطرق ابن مجني للحياة الاجتماعية في محافظة العرضيات ودوَّن انطباعاته ومشاهداته وانطباعات بعض كبار السن في المحافظة ومشاهداتهم. ثم تطرق للعرضيات في روايات بعض المغتربين وما لتلك الروايات وما عليها، ومن أشهرها روايتا (براري الحُمى والطريق إلى بلحارث). وختم ابن مجني كتابه بالحديث عن حضور العرضيات في كتابات الرحالة العرب والمستشرقين الذين جاؤوا للعرضيات وأقاموا فيها فترة قصيرة من الزمن أو مرُّوا بها.