على صوت النهام وصفقات البحارين المنبعثان من القيلم التوثيقي عن تاريخ الإنسان مع البحر، يتجول جمهور معرض الفنانة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة التشكيلي المقام في غاليري “مؤسسة الفن النقي” تحت عنوان “بر وبحر” ،والذي أفتتح مؤخرا ويستمر مفتوحا للجمهور حتى السادس من نوفمبر. الأمير سلطان بن سلمان أفتتح المعرض بحضور الشيخة منى آل خليفة وزيرة الثقافة السابقة في مملكة البحرين الشقيقة وسمو الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة. تجول الأمير سلطان بن سلمان في أرجاء المعرض وتبادل الحديث مع الشيخة مي، ومع الفنانة هلا عن مضامين اللوحات والعلاقة الوثيقة بين الصحراء والبحر للإنسان الخليحي كمصدري رزق له ومصدر إلهام للفنان الخليجي. قدم المعرض لوحات مزجت بين البني بتدرجاته معبرا عن الصحراء والأزرق بتموجاته معبرا عن البحر، وسلط الضوء على المعاني المادية والرمزية لكل من الصحراء والبحر. كما كشف المعرض ،الذي تنظمه مؤسسة الفن النقي في الرياض، عن التداخل المعقد بين الصحراء والبحر في سياق التنقل البشري. حيث تحمل العديد من الثقافات بصمات كليهما، وتشكلت هوياتها من خلال التفاعل مع البيئتين. ومن أمثلتها طرق التجارة القديمة التي اجتازت الصحاري للوصول إلى الموانئ الساحلية، أو المجتمعات البدوية التي تنقلت بين اليابسة والبحر، وسعى المعرض إلى تسليط الضوء على هذه القصص المتداخلة، وعلى براعة الإنسان في التكيف مع تضاريس متعددة. توقف الجمهور أمام لوحة البرقع التي لفتت انتباهه، وفي تعليقها على هذه اللوحة قالت الفنانة إنها تعيد الجميع إلى عام 2021م حيث زمن جائحة كورونا التي جعلت الجميع يلبسون الكمامة ليشعروا بالأمان، وهكذا هو البرقع الذي هو رمز من رموز الحضارة والعادات والتقاليد المتوارثة، حيث كان البرقع رمز السكينة والأمان. وأضافت موضحة : البرقع هو الغطاء الذي يستخدم لتغطية عيني الطير أو الصقر في رياضة الصيد، كي نهدئ من روعه. لذا فثمة شبه ما بين البرقع الذي يستخدم لتغطية عيون الطيور، كي تشعر بالطمأنينة والهدوء، وتكف عن التوثب، وبين الكمامة التي هي نوع آخر من البرقع. ويحفل سجل صاحبة المعرض الشيخة هلا محمد آل خليفــة بالعديد من المحطات الملهمة، فهي فنانــة وشــخصية ثقافيــة بــارزة، عُرفت بمشــاركتها الإيجابيــة في المشهد الــفني والثقــافي محليًــا ودوليًــا. حصلــت علــى درجــة البكالوريــوس في الفنــون الجميلــة مــن جامعــة تافتــس وكليــة متحــف الفنــون الجميلــة في الولايــات المتحــدة الأمريكيــة. وبالإضافــة إلى تدريســها للفنــون علــى المســتوى الجامعــي خلال مسيرتهــا المهنيــة، شــغلت هلا أيضـاً مناصــب مختلفــة في أقســام الفنــون في المؤسســات الثقافيــة، حيــث تولــت مســؤوليات تتعلــق بالنهــوض بالمشــهد الــفني، بالإضافــة إلى مشــاركتها في معــارض فنيــة محليــة وإقليميــة ودوليــة، كمنظّمة ومشــاركة. ويكمــن جوهــر تجربتهــا في مجــال الفنــون في بنــاء الروابــط، والتعريــف، والترويــج للخصائــص الفريدة للهوية الوطنيــة. كمــا تشــارك في مشــاريع استشــارية متنوعـة، ممــا أتــاح لهــا توظيــف مهاراتهــا وخبراتهــا لدعـم مواضيــع متنوعـة، ويشمل ذلك إنشــاء مســاحات العــرض، والمشــاركة في المعــارض، ومشــاريع الفــن العــام، وتطويــر المحتــوى الــفني. و ُيتيــح ارتباطهــا الوثيــق بفنــانين مــن المنطقــة فرصــةً لعــرض مواهبهــم في منصــات متنوعـة. حضر حفل الافتتاح د. طه بن عبدالله القويز والفنان علي الرزيزاء والمستشار عبدالله ال الشيخ هناء الشبلي رئيسة مجلس ادارة جسفت والقيم على المعرض غيداء المقرن، والكثير من الفنانين والأكاديميين و المهتمين بالفن التشكيلي.